للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تعيش على هذه الوتيرة بمرور الزمن. وقد ينجح الناس كجنس بشري مجتمع في الرغبة عن الحرب والزهد فيها والحيد عن الصراع والقتال. وللسعي في الوصول إلى تعاون جامع شامل وتسامح متبادل وقد تستطيع أن تترك محاولتها القديمة على أن تعيش في ممالك منفصلة وتأخذ في كل طرح كراهياتها القديمة وأضغانها الأولى والعيش تحت ظل قانون واحد وسلام واحد. فلا يكون من ذلك إلا أن هذه القوى العظيمة التي كانت معاول في أيديها للهدم والتخريب تعود فتستخدم في وجوه صالحة ترد السعادة على بني الدنيا في صورة لم تصل إليها من قبل.

ولكن هذا الجنس الإنساني قدير على الشروع في هذا السعي الذي سيكون في ذاته انقلاباً للمشاعر الغريزية والتقاليد الاجتماعية التي رسخت في فؤاده إلى اليوم وهل نتوسم خيراً في حياتنا الحاضرة السياسية والعقلية، وإلى أي حد نعمل أنا وأنت أيها القارئ مثلاً للوصول إلى هذه الغاية. بل هل نحن واعوها في الأذهان جاعلوها نصب الأعين. وهل الناس الذين حولنا كذلك، أم لسنا أنا وأنت والجميع مندفعين في نفس التيار كما كنا قبل عام ١٩١٤، فّإذا لم يقم منا قائم، ولم يسع ساع. ولم يبد اجتهاد، فسيؤدي بنا ذلك التيار إلى الحرب فالجوع والفقر ونقص في الأموال والثمرات وينتهي أمرنا إما بالانقراض التام أو بانحطاط لا تتصوره الأذهان.

(انتظروا المبحث الثاني)