للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مدركا يوما نبأ ستيفنسن ونيوتن وجنر وفولتون وشكسبير ودانتي وميشال أنجلو وروفائيل وبيتهوفن وشوبان وفاجنر وأضرابهم أهل العبقريات التي أرسلت روح الوحي الإلهي في أنحاء الإنسانية جمعاء. ولو كان ذلك أيضاً لحرمت الشعوب الأخرى من الانتفاع بآداب شعرائنا ومنتجات علمائنا وخطبائنا وأهل الفنون فينا.

ولقد الرئيس روزفلت يوما تدعي طائفة من الكتاب والمصلحين أن الوطنية ستصير على مدى الأجيال القادمة فضيلة عتيقة بالية ملغاة عقيمة الجدوى أشبه (بالفردية) في الزواج ولو أن الإنسان الحاضر الذي يحب الممالك الأخرى مثلما يحب وطنه ليس إلا عضوا شريرا في المجتمع مؤذيا خبيثا لا يقل في شره وأذاه عن الرجل الذي يحب نساء الأزواج الآخرين بجانب امرأته.

إن حب الوطن فضيلة أساسية كحب عائلة - والأمة الصالحة هي التي تشبعت بالفكرة الأهلية وأدركت حقوقها كأمة ين أمم الأرض وتبينت واجباتها المفروضة عليها قبالة أفرادها النافعين. دون أن يحول ذلك بينها وبين استشعار الاحترام، لحقوق الأمم الأخرى والرغبة في تخفيف ويلات الشعب الضعيفة والأمم المعانية المتألمة الأسوانة المحزونة).

على أنه خليق بعد كل هذا بتلك القلوب العظيمة التي تريد أن تعانق أهل الدنيا جميعا وتثب إلى أحضانهم وتحبهم كما تحب بلادها أن تذكر تلك الكلمة الحلوة التي فاه يوما بها رجلا من المستهزئين بحب أوطانهم (ما أسهل أن تصبح الشعوب جميعا رفاق وأخوة. ولكن أخي الأول هو. . . ابن وطني!. . . ثم تلك الكلمة الفاتنة التي قالها الشاعر فرانسوا كوبيه صاحب رواية. في سبيل التاج فأحاط بكل ما نريد التدليل عليه إذ راح يقول لجمع من الناس اسمحوا يا سادة لرجل أشيب متهدم السن أن يؤثر وطنه على العالم أجمع. غير راغب له شرا. ٠أو مضمرا سوءا. وتفضلوا علي فاسألوا أول وليد تلتقون به في الشارع هل يحب أنه أكثر من حبه للأمهات اللائي يسكن في جوارهم أم أقل حبا!) ألا أن الوطن لينهض في الصف الأول وتعلو كفته. ولقد وقف يوما جيزو الوزير الأول في قاعة مجلس الشيوخ خطيبا يحيي المحالفة الإنكليزية الفرنسية يومذاك فختم خطبته الطويلة العريض بهذه الكلمات (لو لم أولد فرنسيا أن أكون إنجليزيا) فانبرى إذ ذاك من وسط المجلس الماركيز دي بريزيه فقاطعه صائحا ولكني أقول (لو لم أولد فرنسيا لوددت أن أكون