للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأخلاق بشكل أكبر) وهذا عينه مبدأ غاندي إذ يقول (إن السياسة ليس لعبة، إن هي إلا نشر الفضائل المنزلية ووسيلة لتجديد الروح). ويرى غاندي أنكل شيء ترخص تضحيته لنصرة الحق وإن الانحياز إلى الخطأ إثم وشر. وليس في الهند داع يمثل القوة الروحية أكبر من غاندي. وقد هز غاندي بلاد الهند هزة عنيفة وأيقظها من سبات الغفلة والتخدير التي كانت فيه. ولكن ألا يخشى أن يكون غاندي قد أخطأ الطريق؟ وإن جهودنا هذه تصرف عبثا وتضيع سدى؟ ولكن لا فإن حركة التقدم هي روح للجهاد ولست بيائس لأني أعتقد أن روح غاندي الكبيرة أعظم من مذهبه، وإن شخصيته أكبر من عقيدته، قد يكون مذهبه الجديد جافا، فاترا، خائبا، وقد تكون فلسفته غامضة غير مؤسسة، وقد تكون سياسته خطيرة، ولكن أخلاقه صريحة وأقواله متوافقة مع أعماله).

وقد كتبت مجلة النيشن فصلا في هذا الموضوع نلخص منه مايلي: (إن بعد الهند عنا وعن مدينتنا لم يمنع من ظهور رجل عظيم كغاندي، فهو في الهند بمثابة تولستوي في الروسيا، شخصية يتجسم فيها الإلهام الروحاني الخاص بأبناء جنسه. ولعل هناك شبها في الظاهر بين الاساليب التي يتخذها غاندي للحصول على السوارج (الاستقلال) وبين ما كان بفعله الشن فين قديما، فهو يعلن مقاطعة الإنجليز وعدم معاملة جميع عمال الحكومة وعلى الأخص يمتنع هو وأنصاره عن الانتخاب. . . . وهناك وجه لآخر مزعج في الحركة الهندية وهو انضمام رابندراناث تاجور إليها بعد أن رد رتبة الفروسية التي منحتها له حكومة إنجلتلرا احتجاجا منه على فظائعنا في البنجاب. وتاجور هو الشاعر الهندي العظيم الذي كشف للغرب عن أفكار الشرق وصور إبداع تصوير روحانية الهنود وآلامهم وأمالهم في التحرير وتوجههم بقلوبهم إلى اللنهاية! ولا يرى تاجور رأى غاندي في سياسة المقاطعة وعدم التعاون بل هو يريد أن يستعين الشرق بالعلم الغربي والمدنية الغربية لإدراك اللانهاية باقوة الروحانية دون أن يغمر نفسه في الماديات التي تفقده بصيرة الإلهام الشرقية).