للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالأسد وفي المضاء بالسيف وفي العزم بالسيل وفي الحسن بالشمس فإن لم يحسن تركيب هذه المعاني في أحسن حلاها من اللفظ الجيد الجامع للرقة والجزالة والعذوبة والطلاوة والسهولة والحلاوة لم يكن للمعنى قدر. وعلى قدر تفاوت اللفظ يتفاوت حسن المعنى انظر إلى قول المتنبي في استعطافه المشهور:

وكيف ينم بأسك في أناس ... تصيبهم فيؤلمك المصاب

وقول الآخر:

فإن انتقم منه أكن مثل رائش ... سهام عدو يستهاض بها العظم

وقول قيس بن زهير:

فإن اك قد بردت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلا بناني

وقول الحرث بن وعلة:

قومي هُم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي

فلئن عفوت لا عفون جللا ... ولئن سطوت لأوهنن عظمي

وقول العديل:

وأني وإن عاديتهم أو جفوتهم ... لتألم مما علّ أكبادهم كبدي

وقول النميري:

فإنك حين تبلغهم أذاة ... وإن ظلموا لمحترق الضمير

فقد جاؤا بشيء واحد لا تفاضل بينهم فيه إلا من جهة حسن السبك ومن جهة الإيجاز في اللفظ وهذا مثال آخر قال النابغة:

إذا ما غزا بالجيش حلقّ فوقه ... عصائب طير تهتدي بعصائب

جوانح قد أثبتن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غائب

وقال أبو نواس:

يتوخى الطير غدوته ... ثقة باللحم من جزره

وقال مسلم بن الوليد:

وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل

أقامت مع الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل