للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نهاية للشر فإنه كلما فنى منه شيء ظهر شيء جديد ثم نظرت حولي فرأيت أطلالاً ونؤياً ورأيت أني مستاق على الأرض فقلت لنفسي أكبر ظني أني كنت أحلم.

٣

عظم الوجود

رأيت في الحلم أني كنت نائماً على الأرض في بستان أنيق وجعلت أنظر إلى السماء والظلام حولي فرأيت عينين كبيرتين تطلان من السماء كل واحدة منهما في حجم القمر ولكنهما كانتا مثل أعين الناس في الشكل ورأيت النار تنقدح فيهما كأن في كل عين منهما جحيماً ثم رأيت يداً كبيرة مدت من السماء إلى الأرض ورفعتني حتى صارت الأرض في عيني مثل النملة وصارت الشمس مثل التفاحة الصغيرة والكواكب حولها كالنمل فتملكني الرعب حتى صرت من شدة الرعب لا أحس به ثم نظرت إلى ما فوقي فرأيت كواكب وشموساً كالكواكب والشمس التي يراها الناس رأيت كل هذا وأنا في يد ذلك الجني ثم رأيت عينيه في سمائي والنار تتطاير منهما فصحت من أنت أيها المخلوق العظيم فضحك ضحكاً كاد يصم أذني ضحكاً صوته مثل صوت تصادم الكواكب وتكسر الأفلاك ثم قال أنا روح الأبد أتحسب أيها المخلوق الحقير أن هذا الوجود إنما خلق لأجلك أتقيس قدرة الله بما أودع فيك من المقدرة أنظر أيها المغرور ثم رفع صوته وأمر الأفلاك من نجوم وشموس أن تتصادم فتصادمت وتكسرت ثم غابت أشلاؤها في الفضاء قلت هل فني الوجود فضحك ضحكاً عالياً ثم قال أنظر أيها المغرور ثم رفع يده فرفعني في يده فرأيت أفلاكاً غير الأفلاك التي رأيتها قبل ثم أمرها أن تتصدع فتصادمت وتصدعت وغابت أشلاؤها في الفضاء ثم رفع يده فرفعني في يده فرأيت أفلاكاً غير الأفلاك التي رأيتها قبل وهكذا يأمر الأفلاك فتتصدع ثم يريني غيرها حتى كدت أموت من جلالة ذلك وهوله ثم رفع صوته وقال أني ليعجبني غرور الإنسان فإن الغرور نتيجة من نتائج الطموح والطموح دليل على الحياة وآلة من آلات النبوغ يا ابن آدم أنت جزء حقير من الوجود فكيف يفهم الجزء الحقير الشيء الكامل. إن ضمائر الأفراد ثقوب يطلون منها على الله ويناجونه بها ولكن مثلهم في تلك المناجاة مثل جماعة من العمي لمس أحدهم خرطوم الفيل فقال الفيل مثل الثعبان ثم لمس أحدهم ذيله فقال الفيل مثل الحبل الطويل ولمس أحدهم رجله فقال الفيل