للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقبل أن نختتم هذا الحديث يجمل بنا أن نبين ما قد يستبهم على بعض القراء من مغزى كلمة (أدب) وما يقصد إليه البيان من نعته نفسه بأنه (مجلة أدبية) وأنه يعنى بالموضوعات الأدبية قبل كل شيء وذلك أن بعض الناس قد يظن أن الأدب هو الكلام البليغ من المنظوم والمنثور ليس غير وليس الأمر كذلك فإنا نعني بالأدب في قولنا (البيان مجلة أدبية) ما يعنيه الغربيون بقولهم (لتراتور) أي العلوم والفنون التي تخاطب القلوب وتناغي الوجدان وتبث روح الفضيلة بين أجزاء النفس وترقى بالإنسان إلى أوج الكمال مثل (الشعر المنظوم منه والمنثور) والتاريخ (الأدبي والديني والسياسي) والأخلاق والاجتماع والتربية وما إلى ذلك من سائر العلوم التي تبين بمقابلتها بالعلوم المادية المحضة كالزراعة والطب والطبيعيات وما يداخل ذلك - هذا هو ما نعنيه بقولنا (أدب) والبيان مجلة أدبية وما نصرف إليه همنا أكثر من غيره في هذه الصحيفة يبد أن ذلك لا يحول بيننا وبين التعرض للمباحث العلمية البحتة التي نراها قد تفيد قراء البيان كما أسلفنا والله وحده هو المعين والموفق والهادي إلى سواء السبيل.