للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو عبد الصقلي الفيلسوف

ولما رأيت أبا عبد الله وكنت لم أره قبل ذلك بيد أني سمعت عن فضله الجم وعلمه الغزير حتى شغفت برؤيته - والأذن تعشق قبل العين أحياناً - رأيت منه رجلاً تشد إليه الرحال، وتضرب إلى علمه أكباد الآبال، ويصاب عنده مقطع الحق واليقين، ويلقى لديه مفصل الداد في علوم الحكمة والدين

من مبلغ الأعراب أني بعدها ... شاهدت رسطاليس والإسكندرا

ولقيت كل الفاضلين كأنما ... رد الإله نفوسهم والأعصرا

ولا جرم فإن أبا عبد الله فيلسوف عصره. وواحد قطره. وهو في علم الطب والحكمة منقطع النظير لا تكاد تفتح العين على مثله. وقد حذق اللسان الإغريقي وأحكم معرفته حتى كأنه من أهله. وهو في الأدب منظومه ومنثوره نادرة الفل وبكر عطارد.