للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليك مثلي.

هناك حكاية اسبانيولية يعرفها الناس جميعاً وهي أن دمية من الصخر هبطت من المكان الأرفع على فاسق من أهل الدنيا فلما رآها جاهد يريد تجلداً وابتساماً ولكن سألته الدمية أن يمد لها يده فلما فعل أحس ببرد قاتل وأخذته الرعدة وتشنجت أطرافه.

ما جعلت يوماً عند حبيب أوغانية ثقتي ثم وجدتنى بعد ذلك مخدوعاً إلا قارنت تأثير حزني بقبضة هذه الدمية.

أجل - ذلك تأثير المرمر. كأنما الحقيقة في زمهريرها المميت جمدتني بقبلة، بل ذلك لمسى للإنسان الجلمود!

وا لهفاه، لطالما طرق بابى ذلك النديم المخيف، ووا حسرتاه أكل من طعامى وجلس إلي خوانى!

فلما تهيأ للمناجزة كل شئ. وطلعت لعدوى وبرزت. ومشى إلى فى تؤدة ومشيت. قذف القذيفة الأولى فأصابت ذراعي اليمنى فأخذت مسدسى في يدي الأخرى ولكني لم أستطع أن أرفعها وخانتنى قوتي فسقطت إلى ركبتىّ جاثماً ورأيت غريمى يخطو إليّ مسرعاً وهو مضطرب شاحب وهرعت إلىّ شهودي إذ رأوني كليماً ولكنه أقصاهم وأخذ يدي الجريحة وقد صر بأسنانه فما استطاع تكلماً.

ولما رأيت ألمه وأحسست بوقع الأسى في أضالعه صحت به أن أنطلق فامسح يدك في أثواب. . . . . . .

وهنا احتبس صوتي فلم أتم. . وحملوني مرتثّاً إلى مركبة فإذا هناك طبيب. لم يكن جرحي بالغاً لأن القذيفة لم تنفذ إلى العظم على أنني كنت في أشد حالات الاضطراب فما قدرت في تلك الساعة أن أجمع شوارد خواطري فلما مضت العجلة بنا رأيت عند بابها يداً متشبثة راجفة تلك يد خصمي الألد جاء مستنفراً مسترحماً. . ولكنى هززت رأسي عصياً إذ أخذتنى سورة الغضب فلم أحله من ذنبه أو أسبل على ذلته ستر مغفرتي وإن كنت أشعر أن ندامته على ما فرط كانت نصوحاً صدقاً.

فلما بلغت بنا الدار تروح عنى لأن الجرح ذرف كثيراً وخفف الضعف من حدة موجدتى وكانت أوجع لدي من كلمي وأشد صباً.