للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أوليفار جولد سميث]

الشاعر البريطاني الكبير والكاتب الشهير

ولد لعشر خلون من شهر نوفمبر سنة ١٧٢٨ في قرية بالاس بمقاطعة لونجفور أكثر البلاد الايرلندية وحشة وأقلها انيسا. وكان أبو شارل جولد سميث قسيس القرية وكان فقيراً. وكان يتمنى إلى أسرة حظها من كرم النفوس وسلامة القلوب أوفر من سهمها في الحزم والتدبير. أصلها من جنوبي انكلترا ومذ هاجرت إلى ايرلندة لم يتخذ أبناؤها سوى القسوسية حرفة فكانت فيهم ميراثا يتلقاه ولد عن والد.

وكان قد ولد القسيس قبل ظهور ولده أوليفار صاحب هذه السيرة ثلاث بنات وغلاماً أسمه هنري وجاء بعده ثلاث بنين - موريس وشارل وجون وقبض الله إليه طرفي هذه الحلقة (ابنته الكبرى والأصغر جون) وهما في عهد الطفولة فشب أوليفار في ذرية عددها ستة ثلاث منها أسن منه واثنان أصغر.

ولما بلغ الغلام السابعة انتقل أبوه بالأسرة إلى قرية ليسوى بمقاطعة كلكني فنزلوا منها مكاناً آنق وأبهج حيث أخذ الوالد يعول ولده ويقوم عليهم بمال زهيد كان يحصل له من زراعة قليلة. وكان ذلك الوالد: كغلامه الطائر الصيت: شاذ الأحوال جم الشفقة بمن أحاط به شديد التقوى مضطرب الأحوال كثير الخلط في الأمور ولكن جميع ما أوجده الله في تلك الأسرة من غرابة طبع وشذوذ حال واختلاط أمر قد تجمع في صاحب هذه السيرة الغلام أوليفار. فأما من جهة الدرس والتحصيل فقد كان منذ أوله بليداً مكسالا بإقرار السيدة اليصابات ديلاب من أقارب الأسرة: وكانت قد تكلفت تعليمه الهجاء: ثم بإقرار توماس بيرن أحد معلمي المدرسة الابتدائية بقرية ليسوى.

وكان ذلك المعلم قد صحب القائد الإنكليزي الكبير مارلبرا في حرب الولاية الاسبانية وشهد معه عدة مواقع وأبلى في غير موطن ثم عاد إلى حرفته من التعليم فكان لديه ذخر عتيد من قصص ونوادر يلقيها عليك عن مشاهد تلك الحرب غير حكايات جمعها من دواوين القدماء وأخبارهم وآثارهم وغير شيء من ملكة النظم كان يستعمله في الترجمة عن شعر فرجيل (الشاعر الروماني) واحسب أن من هذا العلم استفاد جولد سميث أول علمه بالشعر والكتابة. ولكن الغلام كان سيء الحظ فما كاد يعرف منزلة أستاذه في الأدب وما كاد الأستاذ