للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتماعية وتأسيس مذهب خاص في علم الاجتماع. ولكن أين العلم الصحيح من ذلك؟

إن مذهب دور كليم الاجتماعي يقوم على أسس مجردة من التصور والتصديق وأهمها العامل الاجتماعي الذي لا مندوحة عن الخضوع لمشيئته وغير ذلك من الأصول ذات النتائج الخطرة كالتدرج في الحياة من المتجانس إلى المتباين وقاعدة التحريم (تابو) ونظرية العقلية الولية لواضعها ليفي برول وغيرها من الأصول والنظريات التي لا نرى محلاً هنا لذكرها وتعداها. وقليل من التفكير العلمي يكفي لكي يتأكد الباحث أن ليس في ذلك كله إلا فرضيات، على أن للفرضيات العلمية أصولاً لا تجعلها أبداً في قواعد المذهب الاجتماعي الفرنسي (ولعل القارئ يستغرب الأمر إذ نبهناه إل الأصل اليهودي الذي يمت إليه دور كليم وليي بورل وموص فيجد معنا في هذا المذهب أثراً ظاهراً لفكرة قضاء ما وراء الطبيعة المحتم التي جرى عليها مفكرو بني إسرائيل فكانوا في تفكيرهم كهنة وأنبياء أكثر منهم فلاسفة) وكيفما كان المر فإن علم الاجتماع (سوسيولوجيا) جدير بأن يسمى: العلم الوليد الذي ليس فيه فرضيات علمية. وبعبارة أخرى قد تكن شديدة اللهجة: هو علم أسس على التصديق لا على الواقع وجريا على هذا الأسلوب في تصديق الأشياء دون البحث عن حقيقتها فق ألفت مؤلفات ضخمة لعلم الاجتماع ككتاب فوكونه عن التبعة وتاب دافي عن الحلف وكتب دور كليم في الانتحار وفي زواج المحارم ومع ذلك فإننا لا نريد أن نشك بأن النظريات قد سبقت هذه المؤلفات بل نميل إلى الظن بأن المؤلفين قد استنبطوا آراءهم مما وضعوه ودرسوه ولولا ذلك لما كان لهذه الكتب من الصفات ما يدعو الباحث المتتبع إلى الحذر منها والاشتباه بصحتها. . والخلاصة أنه ليس من الظلم في شيء إذا قلنا بأن دور كليم يمثل لنا في علمه إذا استعنا بتعبير أوغوست كونت - مرحلة ماوراء الطبيعة وقد مثل روسو من قبل المرحلة الدينية لا العلم وها نحن أولاً نصل اليوم إلى المرحلة الثالثة من تطور علم الاجتماع التي هي مرحلة العلم الصحيح.

إننا نفضل على تعبير علم الاجتماع الذي لا يخلو من إدعاء تعبير (سوسيو غرافيا) أي علم وصف الجماعات وهو علم له محسنات كثيرة من أهمها أنه واضح وذو أصول مستقلة في حدود معينة وهو لا يطمح إلى تعميم شامل يتطلب مواد كثيرة من الحادثات الاجتماعية تلك الحادثات التي لم يعرف حقيقة أكثرها بع ونقول ذلك إننا نعتقد أن أمثال هذه المؤلفات التي

<<  <  ج: ص:  >  >>