للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبعثت نحوك حلة بيضاء قد ... رقمت فضول ذيولها الجوزاء

كي ترتقيه بها فتصبح في الورى ... وعليه منك الراية البيضاء

فأجابه بأبيات منها:

يا سيدا مازال رائق وصفه ... يحلو لنا فكأنها الصهباء

أحسنت فيما قد بعثت وحبذا ... ثوب به تتحمل الخطباء

وافى إلي وقد بقيت على شفا ... فأتى الشفاء وزال عني الداء

فكأنه ثوب ليوسف إذ أتى ... وكأنني يعقوب وهو شفاء

زمنهم الشيخ زين الدين بن احمد البصروي (نسبة إلى بصرى) قال عنه انه جامع شتات اللطائف والعلوم، فمما شنف إسماعي من أبياته الغر ما بعثه لي في صدر كتاب وهو قوله:

يا نسيما من ربوة الشام ساري ... عج على طيبة اجل الديار

إلى أن يقول في صاحبنا الخياري:

زره تبصر لديه كل جليل=من علوم ورائق الإشعار

وحديث ألذ من نظرة المع ... شوق وافى قي غفلة السمار

وسجايا كنكهة المسك والند ... وورد الرياض غب القطار

قال وأهدى لي علبة مملوءة من قلب العشق وكتب عليها:

لما تركت القلب عندكم ... وغدوت مشغوفا بكم صبا

وخشيت أن تخفى مكانته ... صيرت ما يهدى لكم قلبا

فأهديت له تمراً مدنياً وكتبت معه قولي:

مذ صار قلبكم المكرم عندنا ... أنزلته بحشاشتي دون السوى

وخشيت أن ينوي المرور تشريفا ... فبعثت حلواً سائراً مر النوى

ومنهم الشيخ عبد الحليم ولم يذكر بسبته، اجتمع به في زيارة الشيخ الأكبر قال عنه وذاكرنا لطائف من العلوم وجارانا في ميادين المنطوق والمفهوم من المنثور، والمظلم، ثم سألته عن شيء بلغني عنه وهو انه ألف كتاباً ذكر فيه المشاهير من الناس بتراجمهم من الهجرة النبوية.

فاخضر لي من ذاك الجزء الثاني فرأيته كامل المحاسن فائق الألفاظ بليغ المعاني

<<  <  ج: ص:  >  >>