للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثقافة

إن سرورنا برد الدكتور نصري على الانتقاد الذي وجه إلى كتابه (فلسفة مناهج العلوم) لا يقل عن إعجابنا بالجهود التي ذلها لنقل هذا الكتاب إلى اللغة العربية. ولذلك نشرنا له مقاله كاملاً بحرية النقد، ولنا عليه تعليق نذكره حباً بالحقيقة المجردة فنقول:

١ - يسرنا أن نقول أحد مقرظي الكتاب من الأدباء أنه كتب بلغة عربية معتدلة وتعابير تحلو في الطبع وتستساغ في الأذن، كما يسرنا استشهاد حضرة الدكتور نصري بهذه العبارة للبرهان على أن الكتاب قد عرب تعريباً متقناً، فنحن لا نريد الآن أن نؤاخذ المعرب على لغة الكتاب، بل نترك الحكم في ذلك لعلماء اللغة.

٢ - أما مخالفة المترجم لاصطلاح فلاسفة العرب فلم تظهر فقط في قوله لا علم إلا من العام بدلاً من لا علم إلا بالكليات بل ظهرت أيضاً - وهذا ما طويناه في التقريظ الأول - في قوله دائرة سقيمه (ص - ٧٤) بدلاً من دور فاسد أو باطل في ترجمة وقوله (ص - ٩٥) كان الأقدمون يشترطون في التعريف أن يكون بالجنس القريب والفرق المميز فترجم كلمة بالفرق والعرب تقول في هذا المقام الفصل أي التعريف يكون بالجنس القريب والفصل وترجم (صفحة ١٧٥) بالعينية والعرب تقول الهوية أو الهوهو.

٣ - ولقد عجبنا لإصرار الدكتور نصري على تعريب

بالحس العضلي بدلاً من حس الحركة. لا شك أن حضرته يعرف أن الحس العضلي يقابل باللغة الفرنسية وكيف نترجم هذا التعبير الأخير إذا سرنا على رأي الدكتور نصري؟ أليست ترجمة

بحس الحركة أبعد عن الالتباس وأدل على المعنى وأقرب إلى الأصل؟

٤ - ثم أننا لا نفكر أن الدكتور نصري استعمل كلمة رصد في معرض البحث الفلكي أيضاً، لأن الفلكي يلاحظ حوادث السماء كما يلاحظ الطبيعي حوادث الطبيعة. على أن الأستاذ نصري قد استعمل هذا الفظ في معرض البحث عن العلوم التجريبية عامة كمرادف لكلمة ملاحظة، وهذا ما يدعو إلى الالتباس كقوله: الملاحظة (أي التأمل أو المشاهدة أو الرصد) (صفحة ٦٨) وكقوله: المحاكمة التي تتطلب إدراكا سالماً لمنهاج التجريب هي مجموعة نظريات وملاحظات (رصدات) وتجاريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>