للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعذبوا وخلعوا.

وفي عهد المعتمد والمعتضد (٢٥٦ - ٢٨٩ هـ) شهدت الخلافة فترة صحوة واستعادت قوتها وهيبتها. وعاد الضعف بعد ذلك.

* * *

ثورة الزنج ٢٥٥ - ٢٧٠ هـ/٨٦٨ - ٨٨٣ م:-

أثار الزنج وهم طائفة من عبيد أفريقية الخوف والرعب في حاضرة الدولة العباسية أكثر من ١٤ عامًا، كان يقودهم رجل فارسي يدعى علي بن محمد، من أهالي الطالقان، ادعى أنه من ولد علي زين العابدين بن الحسين، وادعى الغيب والنبوة، وجهر بعقائد الخوارج ودعى إلى تحرير العبيد فانضم إليه الكثيرون وقويت شوكته، قدم إلى العراق والبحرين ثم قدم بغداد عام ٢٥٤ هـ/٨٦٨ م، وبنى له مدينة سماها (المختارة)، انتشرت جيوشه في العراق وخوزستان والبحرين، واستولوا على سفن الحجاج، وكانوا يدمرون المدن ويذبحون سكانها. انتصروا على الجيش العباسي في كثير من المواقع، واستولوا على مدينة الأبلة الفارسية، والأهواز وعبادان والبصرة عام ٢٥٧ هـ/٨٧٠ م، وواسط عام ٢٦٧ هـ/٨٨٠ م، فخرج المعتمد العباسي يقود الجيوش بنفسه فأجلاهم عن الأهواز، ثم حاصر المختارة، وتمكن من قتل زعيمهم الخبيث وتفرق من معه، وانتهت الثورة عام ٢٧٠ هـ/٨٨٣ م. وسقط فيها مليونان ونصف (في رواية ابن طباطبا) (١)، ومليون ونصف (في رواية السيوطي) (٢).


(١) ابن طباطبا الفخري ص ٢٢١.
(٢) تاريخ الخلفاء/السيوطي، ص ٢٢٤.

<<  <   >  >>