للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* الأحوال في بلاد الشام وبعض أنبياء وحضارات (١) هذه الفترة:-

حصلت هجرات كثيرة إلى بلاد الشام من العراق أو الجزيرة، وتوزع المهاجرون في المناطق الخصبة، فقامت الدولة العمورية في المناطق الشمالية وقامت الدولة الفينيقية على سواحل البحر المتوسط، والدولة الكنعانية في فلسطين وما حولها.

ولقد أشركوا جميعاً بالله، وعبدوا الأصنام، فأرسل الله إليهم كثيراً من الرسل فلم يجدوا إلا التكذيب والتمادي في الكفر، فمنهم:-

* * *

* أيوب عليه السلام:-

أرسله الله إلى بني إسرائيل، وكان كثير المال والأهل، فسلب منه ذلك، وابتلي في جسده بأنواع البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله بهما، وتخلى عنه الجميع، إلا زوجته، وألقي في المزابل خارج البلدة (٢)، واستمر ابتلاءه ١٨ عاماً، وكان ذلك امتحان - وابتلاء له من الله. ثم شفاه الله. قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: ٨٣، ٨٤]. واستمر يتنقل في شمال سوريا يدعو إلى عبادة الله.

* * *

* اليسع عليه السلام:-

من أنبياء بني إسرائيل {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ} [سورة ص: ٤٨].


(١) البداية والنهاية/جـ ١ ص ١٩٧.
(٢) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كان الأحرى بالمؤلف أن يلتزم هنا بما قطعه على نفسه من الاقتصار على ذكر الصحيح، ولا يخفي ما في قصة إلقاء أيوب - عليه السلام - في المزبلة من الإسرائيليات المنكرة.

<<  <   >  >>