للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الرابع

الجهاد في سبيل الله

سبب الجهاد والقتال:-

لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم، أو حادثة واحدة في تاريخ صدر الإسلام تشير إلى أن الإسلام انتشر بالقوة، أو أن القتال في الإسلام كان لحمل الناس على اعتناقه وسبب القتال ينحصر في رد العدوان وحماية الدعوة وحرية الدين.

بعد مضي ستة شهور من الهجرة كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد وطد الجبهة الداخلية، ونظم أمورها، وبدأ يستعد للجبهة الخارجية، والقتال المنتظر.

* * *

تدرج الجهاد:-

في البداية كان يأمرهم بالكف والصفح عن المشركين، فلما قويت شوكتهم أذن لهم ولم يفرضه عليهم. قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: ٣٩]. ثم فرض عليهم قتال من يقاتلهم. قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة: ١٩٠]. ثم فُرِض قتال المشركين كافة {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [التوبة: ٣٦].

يقول المؤرخون إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - اشترك في ٢٧ غزوة، وقاتل في ٩ منها، وأنه أرسل

<<  <   >  >>