للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا ما نتوقعه هنا في سورية أما في ايرلندا فقد أعلن مدرسو المدارس الابتدائية وعددهم (١١٠٠) مدرس، إضرابهم العام عن العمل حتى تزداد رواتبهم وهكذا أصبح (٧٥) ألف تلميذ في إجازة إجبارية، يمضونها وهم يلعبون في الشوارع أو يعاكسون أمهاتهم في البيوت.

ومع أن جميع الناس يأسفون لهذا الإضراب الذي أدى إلى تعطل عشرات الآلاف من التلاميذ، إلا إن بعضاً منهم قد عاد عليه الإضراب بفائدة كبرى، وهم أصحاب دور السينما التي صارت لا تخلو مقاعدها طوال النهار من التلاميذ وكذلك أصحاب محلات الدراجات التي صار التلاميذ يقضون نهارهم في استئجارها والطواف بها في أرجاء المدينة.

وقد تلقى أحد المدرسين رسالة من تلاميذه وبها (حوالة مالية بخمسة عشر شلناً) جموعها من مصروفهم الزهيد فلما فتح المدرس الرسالة ووجد الحوالة أعجب بتلاميذه النبلاء الذين يحبون مدرسهم حباً عظيماً، ولكن لما قرأ الرسالة وجدهم يقولون: أنهم مستعدون أن يرسلون له مثل هذا المبلغ من حين إلى حين على شرط أن يستمر في إضرابه. . .

بين الخيال والواقع

يروي الكاتب الفكاهي الأمريكي والترو نيشل القصة التالية:

كان الأديب الكبير ألدوس هكسلي مدلهاً في هوى حسناء فاتنة، فأخذ يتحدث عنها إلى أبن عمه العالم في الطبيعيات (جولين هكسلي) قائلاً:

- لست أدري كيف خلقت هذه المرأة؟

فحين أتأمل وجنتيها يخيل إلي أنها خلقت من الورد. . . وثغرها شهي الطعم كالخمر المعتقة، وجيدها خلق من حليب، وإن جلست بين يديها وسرحت بنظري في سمائها وأرهفت سمعي إلى صوتها قلت: هذا الملاك خلق من الشهد المصفى. . .

وبينما هو مسترسل في هذا الخيال الشعري إذ يقاطعه جوليان، العالم الطبيعي قائلاً:

- ما هذا الكلام الفارغ؟

أنا أقول لك من أي شيء صنعت، إن وزنها يبلغ مئة وأربعين رطلاً. إذن فهي مصنوعة من كمية من الدهن تكفي لصنع سبع قطع من الصابون، وكمية من الكربون لصنع (٩٠٠٠) قلم، وكمية من الحديد لصنع (مساكة) لقلم واحد، وكمية من الفوسفور لصنع

<<  <  ج: ص:  >  >>