للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لإخوانه المعلمين، يتقبلون إرشاده وتوجيهه، ويأخذون بها عن طيبة خاطر. لان المعلم أدرى بالمعلم، مثل نضربه إذا سمح لنا به ضاربو الأمثال: اكثم وابن ساعده والإمام.

سادتي:

إن المعلم السوري المثالي، استطاع طوال سني الاستعمار البغيض أن يقوم بواجبه وأن يكيف بذكائه، ووطنيته وإخلاصه كثيراً من التواءات البرامج والخطط التي وضعها المستعمر لعرقلة النهوض الوطني والوعي القومي وبلوغ الاستغلال. فالبرامج التي وضعت في عهد الاستعمار كانت تهدف قيد المعلم السوري وتنشئة الجيل تنشئة فيه الخمول والتواكل واللامبالاة، ليستفيء الأجنبي في ظلالنا الوارفة ويستمرئ خيراتنا. ولكن هل نجح المستعمر فيما أراد وابتغى؟ طبعاً كلا! ولا ريب أن من جملة الأسباب التي لم نمكن المستعمر من تنفيذ خططه الاستعمارية هو عمل المعلمين الذين كانوا في ذلك العهد الإرهابي يعلمون طلابهم معنى الوطنية وفكرة القومية وحب الحربة. . . ولكن المعلم إذا كان في عهد الاستعمار والانتداب مكبلاً مراقباً، ورغم كل ذلك أثر تأثيراً فعالاً في نفوس الطلاب فأوجد للوطن جماعة من المكافحين المناضلين، فمن الواجب إذن أن نفسح له اليوم مجال العمل، ليتحرر من قيود العهد البائد وأثقاله ومن الفاقة والحرمان والراتب الضئيل

المذل. فالعهد الجديد يفرض علينا أن نسير على خطط جديدة وبرامج جديدة. وهل إمكانياتنا حكومة وشعباً تسمح بذلك؟ إن التاريخ والحاضر يضعان أمام بلادنا سورية التي تملك إمكانيات التطور بعد تحررها من كل ضغط استعماري واحتلال عسكري، تؤهلها هذه الإمكانيات لتصبح دولة الطليعة في الأقطار العربية. إن السؤال الموضوع أمامنا هو! إما أن نتقاعس ونستذل ونرضخ أو أن نحث الخطى في طريق العلى، نجاري المدنية الحديثة ونسابق الأقطار المتقدمة ونسبقها. إن التاريخ يضع هذا السؤال دون شفقة أو رحمة أمامنا بل أمام كل شعب طامح للنور، راغب في بناء مكان لائق به تحت الشمس.

أجل إن المهمة صعبة وشاقة والإمكانية الحالية ليست تامة ولكن إذا أحسنا استعمال القوى الموجودة المتوفرة لدينا الآن، استطعنا أن نعمل شيئاً. . .

إن الاستغلال في نظر الكثيرين كان أمنية بعيدة المنال، ولكن أصبح اليوم بفضل الوطنيين وكفاح الشعب، واقعاً ملموساً. من كان يظن إن تهيئة سرب من الطائرات أمر هين، ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>