للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيادة. والجيل معجب بجميع المدنيات ولكنه لا يؤمن بواحدة منها وهذا مرض عضال يحتاج إلى قادة مصلحين ذوي أعصاب وإرادة وعقيدة وإيمان.

الثقافة:_وللثقافة تأثير قوي على الشخصية. قال: عبد الملك: يا بني تعلموا العلم فإن كنتم سادة فقتم، وإن كنتم وسطاً سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم.

والظاهر إن جيلنا قد أخذ بالشق الأخير من هذه النصيحة فدفع بالثقافة في طريق مادي تجاري وأصبح عنوان الثقافة الكسب، لا الكسب الحقائق، ونحن لا نزال متطفلين على موائد العلم الخالص والثقافة المحصنة وإن كنا نسير مع الطلائع بالنسبة للبلدان العربية.

وثقافتنا تحتاج إلى شيء من العمق والوضوح والتنظيم وهذا لا يكون إلا إذا طبعت الثقافة بطابع علمي خلقي.

ومما أضعف ثقافتنا قلة احترامنا للعلم والعلماء وضعف اتصالنا بالأوساط العلمية العالية ومن ثم شيء من الفقر دفع الجيل لاختصار ومماشاة الواقع. وللثقافة علاقة مباشرة بالفنون، ونعد الثقافة وتطبيقها على عالمنا المادي ضرباً من المدنية، وأما اتصال الفنون بالحياة فضرب من الحضارة، والأخلاق ترتبط بالحضارة أكثر مما ترتبط بالمدنية، وعلى هذا فإن الخجل يعترينا إذا سئلنا أين متاحفكم وأين فنانوكم وأين موسيقاكم وأين أين. . .؟ ومتى بذلت العناية في المدارس والمجتمع في سبيل نهضتنا الفنية نكون قد سرنا بخطى واسعة نحو الحضارة.

الحياة الاجتماعية:_كما يكون العش يكون العصفور، وكذلك الحياة الاجتماعية فكما تكون يصبح المواطن مرآه لها، والمرء يتلقى شخصيته وشعوره من الحياة الاجتماعية، لقد خلف لنا السلف معتقدات وعادات حسنة ولكنها أهملت لان المتمسكين بها والمؤمنين بها قد تواروا أمام تيار الفوضى.

كنا نلاحظ إن كثيراً من الناس كانوا يتولون تأديب بعض الصبية لمخالفتهم الآداب الاجتماعية وكان ولي الصبي يرحب بهذا التأديب لاعتقاده إن ابنه ملك المجتمع لأن جميع المواطنين عائلة واحدة يحق لكل فرد إصلاح المعوج من الأفراد الآخرين.

والآن احتل مكان هؤلاء الحكومة والأحزاب والجمعيات والأندية والعائلة نفسها، فالمسؤولية الاجتماعية تقع عليه وسيظل المواطن بوهيمياً في حياته الاجتماعية حتى يلقى تدخلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>