للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لون من الأدب]

بغداد:

للأستاذ عبد الرسول علوان

سمعت صباح اليوم سياسياً يقول: يجب أن يعرف العراق الطب الواقي والطب الشافي وهو كسياسي إلى هنا تنتهي مهمته من طب الأبدان. . .

أما أنا فلا أجد ما يمنعني من القول على هذا النهج نفسه: يجب أن يكون لنا أدب واق وأدب شاف. . . وأنا كأديب، من هنا تبدأ مهمتي من طب النفوس. . .

وليس واجب الأديب الذي يكافح الجهل ويقوم النفوس، أقل شأناً من واجب السياسي الذي يكافح الجوع ويقوم الأبدان.

وفي أدبنا اليوم، وفي كثير من نواحيه على الأصح، ميوعة وتيارات غريبة ماكرة ترتدي ثياب الإغراء الوقح، فحذار. . حذار!. . فالأدب إن أعوزه التوجيه فهو فاقد لأولى صفاته، وإن أعوزه التعبير القوي الرائع، فما هو من ثم من الأدب في قليل أو كثير.

وهناك أدباء يوجسون من الواقع خيفة، فهم لذلك تائهون في بيداء الضلال! ومن واجبنا أن نقول للخراف الضالة انبذوا السوريالزم، فلس ثمة أدب هو فوق الواقع لأن مخيلة مهما كان نصيبها من العبقرية، لن تستطيع أن تعلو على هذا الواقع بل إن عبقريتها تتجلى من التعبير عن هذا الواقع الذي تمقتونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>