للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملاحظات على الدرس النموذجي]

البط

قرأت النموذج الذي وضعته مجلة المعرفة لدرس أشياء للصفّ الثاني في عددها الرابع، فرأيت أن أذكر هذه الملاحظات سعياً وراء الغاية التي تهدف إليها هذه المجلّة وهي خدمة العلم وفتح المجال أمام رجال التعليم لإبداء آرائهم وملاحظاتهم خاصّةً في ما يتعلّق بمهنتهم وأساليبها لجعلها نموذجية كثيرة الفائدة عظيمة الأثر.

١ - ذكر وسائل الإيضاح البطّة وبيضة البطّة وبيضة الدجاجة ورجل الدجاجة. والمفهوم من عرض هذه الوسائل أنّه يقصد من رجل الدجاجة مقارنتها برجل البطّة واستنتاج الفرق بينهما، فلمَ لا نعرض الدجاجة بأجمعها ثمّ نقارنها بالبطّة فنتوصّل إلى ما فيها من فروقٍ؟ وإذا عرضنا رجل الدجاجة فهل يدري الطفل أنها رجل دجاجة؟

٢ - يستحسن هذا النموذج أن يكون الدرس على ضفّة نهرٍ حيث يوجد البطّ، فهل يمكن إعطاء دروسٍ على ضفّة نهر؟ وما هي الغاية من إعطائه على ضفّة النهر؟ وهل يقصد من الدرس أن يرى الطلاب البط وهو يسبح في النهر؟ وهل يمكن للمعلّم أن يأتي على جميع عناصر الدرس من عرضٍ وانتباهٍ واستنتاجٍ وكتابةٍ خارج غرفة الصّفّ؟

٣ - يستحسن أيضاً هذا النموذج إحضار البطّة بذاتها إلى غرفة الدّرس، أمّا أنا فأرى أنّ إحضارها مجلبةٌ للفوضى والاضطراب، وبالإمكان عرضها على الطلاب في باحة المدرسة ووضعها في وعاءٍ ملئ بالماء ولفت النظر إلى الشبه بين البطّة والقارب، وإلى الميزة التي يمتاز بها ريشه إذ لا يبتلّ بالماء وإلى حركة غشاء رجليه حينما يتحرّك من مكانه، أمّا تتمّة ما يحتاجه هذا الدرس من إيضاحٍ ففي غرفة الدرس.

٤ - انتقل السؤال من اسم الحيوان إلى منقاره، ومن الطبيعي أنّ المنقار لا يلفت نظر الطالب لأوّل وهلةٍ، لذلك كان من الأنسب أن نبدأ بجسم البطّة بشكله العامّ فنقارنه بجسم الدجاجة بشكله العامّ ثم ننتقل إلى الرأس ومن ثم إلى المنقار الذي هو فرعٌ من الرأس ثم ننتقل إلى العنق ثم إلى الجذع والأجنحة ثم إلى الذّنَب ثمّ إلى الرجلين، وهكذا تتم الدورة حول هذه الحلقة، فتقوى الملاحظة المنظّمة عند الطّفل، وهي من أهمّ غايات درس الأشياء.

٥ - لا يمكن أن نبيّن ألوان البطّ المختلفة إلا إذا عرضنا أنواعً مختلفةً من صور البطّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>