للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاجتماعي في مدارس المعلمين من عميق الأثر في توجيه التعليم العام.

والمثل الأعلى للمواطن العربي كما نتصوره اليوم يقتضي أن يكون المواطن صحيح الجسم جيد التفكير ملما بما يحتاج إليه من العلوم في الحياة العملية حسن الخلق قوي الإرادة متجملا بأدب الطفل والمعاشرة مدركا حقوقه وواجباته محباً لوطنه وقوميته رائدة الأمانة والإخلاص في العمل وغايته الإنشاء والبناء راغباً في الاستقلال الفردي والسياسي شاعراً بضرورة التعاون الاجتماعي. ويجب أيضاً أن تكزن الغاية من التربية الوطنية في بلادنا أن يحب الفرد الوطن العربي العام كما يحب وطنه الخاص وأن يدرك المثل العربية كما يفهم المثل الإنسانية العامة وأن يتعلم القيام بواجبه السياسي في دائرته الخاصة سواء أكانت قرية أم مدينة.

وهذه الأهداف العامة تقتضي أن يكون الفرد عضواً عاملاً في أسرته عضواً عاملاً في المجتمع عن طريق المهنة التي يزاولها قادراً على الاستمتاع في أوقات الفراغ بالموسيقا والفن والأدب والتمثيل وغير ذلك من الصلات الاجتماعية.

هناك وسيلتان لتحقيق هذا الإعداد الاجتماعي في مدارس المعلمين: الأولى هي تدريس بعض المواد التي تعد الطالب لفهم المشاكل الاجتماعية وتولد فيه الحس الاجتماعي والثانية هي تنظيم العمل التربوي في مدارس المعلمين على وجه يحقق النشاط المدرسي من جميع نواحيه.

١_أما الوسيلة الأولى فيمكن تحقيقها بتدريس علم الاجتماع والمعلومات الحقوقية والمدنية. إن هذه الدروس تعد الطالب مباشرة لفهم النظم الاجتماعية وتعينه على إدراك تطور الحضارة ومعرفة العلاقات الدولية. ويمكن تحقيقها أيضاً كما بينا سابقا عن طريق بعض المواد الأخرى بصورة غير مباشرة كتدريس التاريخ العربي القديم والحديث وتدريس جغرافية البلاد العربية وعلم الصحة المدرسي والوقائي.

فبرنامج علم الاجتماع يجب أن يتضمن دراسة بعض المبادئ العامة في تطور المجتمعات مع دراسة بعض الأوضاع الاجتماعية كالأسرة والمهنة والأمة والدولة والحياة الفكرية والروحية والحياة الاجتماعية والإنسانية. ويجب أن يتضمن أيضاً دراسة عملية لبعض الأوضاع الاجتماعية المحلية بحيث يطلب من كل تلميذ في مدارس المعلمين أن يقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>