للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الانفلات، كثيرة التقلب المفاجئ، مؤلمة. . واكتسحت مخيلته نشوة هنيئة لينة كأنه سكران.

وكان لا يني يتساءل:

_ ماذا يجب علي أن أعمل؟ وماذا سيكون من لأمري؟

وكانت جميع أعضاء جسمه ترتجف، وقد اجتاحته اهتزازات متقطعة، فاتجه نحو النافذة واقترب منها، وأزاح الستائر عنها.

بدأت طلائع الصباح تظهر. . طلائع صباح يوم من أيام الصيف، وقد صبغت السماء الحمراء المدينة بلونها الأحمر، وكذلك صبغت السقوف والجدران، وأخذ بلف العالم المستيقظ نور لطيف أشبه بمداعبة الشمس المشرفة. وإلى جانب هذا النور الذي يستولي على العالم، استولى على قلب الفيكونت أمل باسم، سريع، مفاجئ! هل أصابته نوبة من الجنون حتى بدع نفسه هكذا فريسة الخوف والقلق والاضطراب، قبل أن يتقرر شيء نهائي، وقبل أن تجتمع شهوده بشهود جورج لاميل، وقبل أن يعلم ما إذا كان خصمه سيقبل المبارزة بشروطها القاسية؟

غسل وجهه، وارتدى ثيابه، وخرج بخطى ثابتة.

* * *

كلا يردد، وهو يسير:

_ يجب أن أكون مرحا ونشيطا. يجب أن أثبت أن الخوف لم يجد سبيلاً إلى نفسي. وضع شاهداه: المركيز والضابط، نفسيهما تحت تصرفه. وبعد أن صافحاه بحرارة، أخذا في مناقشة الشروط:

سأل الضابط:

_ هل تريد أن تكون المبارزة جدية؟

فأجابه الفيكونت:

_ أجل! جدية.

فقال المركيز:

_ وهل تصر على استعمال المسدس؟

_ نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>