للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خير الثلاثة". (١)

ورُويَ نحو ذلك عن عكرمة (٢)، والشعبي (٣).

ثانياً: مسالك العلماء في حديث: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنْيَةٍ":

للعلماء في دفع التعارض بينه وبين الآية مسلكان:

الأول: مسلك قبول الحديث، وتأويله على معنىً لا يُعارض الآية.

وقد اختلف أصحاب هذا المسلك في تأويل الحديث على مذاهب:

الأول: أَنَّ المراد بالحديث هو من تحقق بالزنا حتى صار غالباً عليه.

وهذا التأويل قال به أبو جعفر الطحاوي، وهو اختيار الألباني. (٤)

قال الطحاوي ـ بعد أن ساق الحديث ـ: "هذا الحديث أُريد به من تحقق بالزنا حتى صار غالباً عليه، فاستحق بذلك أنْ يكون منسوباً إليه، فيُقال: هو ابن له، كما يُنسب المتحققون بالدنيا إليها، فيُقال لهم: بنو الدنيا، لعملهم لها، وتحققهم بها، وتركهم ما سواها، وكما قد قيل للمتحقق بالحذر: ابن أحذار، وللمتحقق بالكلام: ابن الأقوال، وكما قيل للمسافر: ابن سبيل، وكما قيل للمقطوعين عن أموالهم، لبعد المسافة بينهم وبينها: أبناء السبيل، كما قال تعالى في أصناف أهل الزكاة: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ) [التوبة: ٦٠]، حتى ذكر فيهم ابن السبيل ... ، ومثل ذلك ابن زنية، قيل لمن قد تحقق بالزنا حتى صار بتحققه به منسوباً إليه، وصار الزنا غالباً عليه، أنه لا يدخل الجنة بهذه المكان التي فيه، ولم يُرِدْ به من كان ليس من ذوي الزنا الذي هو مولود


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٥٣٧)، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب، عن ميمون بن مهران، به. وسنده ضعيف، من أجل أبي معشر، وهو: نجيح بن عبد الرحمن، ضعفه الحافظ ابن حجر في التقريب (٢/ ٣٠٣)، وأخرجه الطحاوي في المشكل (١/ ٣٧٨)، من طريق أبي نعيم، عن أبي جعفر الرازي، عن يحيى البكاء، عن ابن عمر، به. ويحيى البكاء ضعيف، كما في التقريب (٢/ ٣٦٥ - ٣٦٦).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/ ٤٥٥).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ١٠٧).
(٤) انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني (٢/ ٢٨٥).

<<  <   >  >>