للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكره الحافظ ابن حجر وجهاً آخر في الجمع. (١) ثم رجع عنه واستقرَّ رأيه على القول الأول. (٢)

[المبحث الخامس: الترجيح]

الذي يَظْهُرُ صَوَابُه ـ والله تعالى أعلم ـ هو القول الأول، وأنَّ معنى الحديث: أنَّ آدم - عليه السلام- كان ينظر إلى نسم بنيه وهم في منازلهم من الجنة أو النار، وهذا القول لا يلزم منه أن تكون النار في السماء، إذ من الممكن رؤيتها وهي في الأرض، كما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - نهر النيل والفرات ليلة أسري به (٣)، وهو في السماء، وقد ذكر أصحاب هذا القول رؤيته - صلى الله عليه وسلم - للنار وهو في السماء، ورؤيته للجنة وهو في الأرض، وهذا كله يدل على أن رؤية الشيء في مكان ما لا يستلزم أن يكون ذلك المكان ظرفاً للمرئي، ومن ذلك رؤية آدم - عليه السلام- لنسم بنيه وهو في السماء لا يلزم منه أن تكون السماء ظرفاً لما رآه، والله تعالى أعلم.

****


= وغيره، وممن ذهب إلى تقدم خلقها محمد بن نصر المروزى، وأبو محمد ابن حزم، وحكاه ابن حزم إجماعاً". اهـ ثم ذكر أدلة الفريقين، ورجح تأخر خلق الأرواح عن الأجساد.
(١) انظر: فتح الباري، لابن حجر (١/ ٥٥٠).
(٢) انظر: المصدر السابق (٧/ ٢٥٠).
(٣) في حديث الإسراء الطويل: "فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَان؛ ِ فَقَالَ: مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ". أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التوحيد، حديث (٧٥١٧).

<<  <   >  >>