للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول الرابع: أنه لا منافاة بين القرآن والحديث؛ لأن القرآن قد تضمن ذكر الآيات التي أوتيها موسى، والحديث فيه آيات أخر من التكليف، وكلُّ شاهدٍ لنبوة موسى فهو آية، وكل أمر أُمر به، أو نهي نُهي عنه فهو آية، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ المراد بالآيات المذكورة في هذه الآية هن الآيات التي من جهة الأمر والنهي، لا من جهة الإعجاز والبرهان.

وهذا رأي ابن العربي. (١)

المذهب الثاني: أنَّ المعتمد في تفسير الآية هو الحديث دون غيره، ويرى أصحاب هذا المذهب: أنَّ المراد بالآيات في الآية: هي الأحكام، لا الأدلة، وأطلق عليها آيات؛ لأنها علامات على السعادة لمن امتثلها، والشقاوة لمن تركها.

وهذا رأي: الفخر الرازي، والخفاجي، والآلوسي. (٢)

المسلك الثاني: مسلك تضعيف الحديث وعدم قبوله.

ويرى أصحاب هذا المسلك أنَّ الآية لا يصح في تفسيرها إلا ما ذُكِرَ في القرآن في مواضع متفرقة من أنَّ الآيات هي: العصا، واليد، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وغيرها.

وهذا رأي: الزيلعي (٣)، وابن كثير، وابن القيم (٤)، وابن حجر (٥).

قال الزيلعي: «والحديث فيه إشكالان: أحدهما: أنهم سألوا عن تسعة، وأجاب في الحديث بعشرة، وهذا لا يرد على رواية: أبي نعيم، والطبراني (٦)؛ لأنهما لم يذكرا فيه السحر، ولا


(١) عارضة الأحوذي، لابن العربي (١١/ ٢١٥ - ٢١٦).
(٢) انظر على الترتيب: مفاتيح الغيب، للرازي (٢١/ ٥٤)، وحاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي (٦/ ٦٥)، وروح المعاني، للآلوسي (١٥/ ٢٣٢).
(٣) تخريج أحاديث وآثار الكشاف، للزيلعي (٢/ ٢٩٣).
(٤) حاشية ابن القيم على مختصر سنن أبي داود (١٤/ ٨٦).
(٥) تخريج أحاديث الكشاف (٢/ ٦٧٠).
(٦) بل رواية الطبراني جاء فيها لفظ «السحر».

<<  <   >  >>