للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحذر من الاغترار بالطاعة]

السؤال

بعض الأخوات الطيبات والحريصات على الخير والملتزمات بكثير من تعاليم الإسلام إذا طلب منهن المزيد من الالتزام بتعاليم الإسلام يرفضن بحجة أن وضعهن أفضل من المتبرجات والمتسكعات في الأسواق، ومن العاكفات على الفيديو والمجلات، فما توجيه فضيلتكم لمثل هؤلاء الأخوات؟

الجواب

المرأة المؤمنة الموقنة تنظر في طاعة الله عز وجل إلى من هو أعلى منها، ففي طاعة الله عز وجل ومرضاته تنظر إلى من هو أسبق منها إلى الطاعة، وأجد منها في مرضات الله ومحبته، وأكثر اجتهاداً، وعبادةً، وصلاحاً، وعند ذلك تغار على نفسها، ولا ترضى بالقليل لنفسها، لذلك أوصي هذه النماذج أن تنظر إلى من هو أعلى وأشرف وأسمى، أن تنظر المرأة إذا كانت على نوع من الصلاح إلى من هو أصلح منها، كم من امرأة صالحة كانت قليلة الصلاح؛ فلما نظرت إلى من هو أصلح منها شمرت في سبيل الفلاح فنافست وسابقت وفازت برحمة الله ورضوانه.

ليست المرأة العاقلة تلك التي تقول: أنا خير من كثير، نعم إذا ذكرت نعمة الله فانظري إلى من هو دونك حتى تعظمي فضل الله عز وجل عليك، ولكن في الطاعة والمحبة والمرضاة، انظري إلى من هو أعلى منك مقاماً، وأكثر التزاماً، فإذا كانت المرأة في بداية الهداية نظرت إلى من هو أصلح منها، وأكمل هداية وولاية، إذا كانت تقتصر على صلاتها نظرت إلى المحافظة على السنن الراتبة، وإذا كانت محافظة على الصلاة والسنة الراتبة نظرت إلى قائمة الليل وصائمة النهار فنافست في محبة الواحد القهار، واحتسبت رضوان الله عز وجل في تلك المنافسة.

فهذا هو حسد الغبطة، وهو التنافس المحمود الذي ندب إليه الواحد المعبود {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:٢٦] ومن المجرب إذا نظرت المرأة إلى من هو دونها في طاعة الله فإنها سرعان ما تغتر، والغرور من أسباب الانتكاس والعياذ بالله، فلا تنظري إلى من هو دونك في طاعة الله ومرضاته، ولكن انظري إلى الدامعة من خشية الله الباكية من عذابه، وانظري إلى قائمة الليل وصائمة النهار، وتشبهي بالكريمات فإن التشبه بهن فلاح وأي فلاح.

والله تعالى أعلم.