للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم طاعة المرأة زوجها في غير معصية الله]

السؤال

عندما يطلب الزوج من زوجته الاستقامة وترك بعض المحرمات، كمشاهدة المسلسلات ورؤية التلفزيون أو غيره من الآلات الفاسدة الجامعة لبعض المفاسد، فترفض الزوجة الانصياع لذلك وتحدث المشاكل الزوجية، فما توجيهكم حفظكم الله لهؤلاء الزوجات ولغيرهن من أخواتنا المسلمات؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن محور هذا السؤال يدور حول قضية الطاعة للزوج، ذلك أن الزوج قد يطلب من زوجته أن تطيع الله تبارك وتعالى، فلا تستجيب لذلك الأمر ولا تصغي له، والسؤال: ما الذي ينبغي فعله؟ والجواب: أنه ينبغي على المرأة أن تتقي الله عز وجل وأن تكون على استجابةٍ لزوجها إذا دعاها لمحبة الله ومرضاته، ولذلك نص العلماء رحمهم الله على أنه يجب على المرأة أن تطيع زوجها بالمعروف، ولذلك ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم -والذي تقدمت الإشارة إليه- أن المرأة إذا أطاعت زوجها واتقت الله عز وجل في بعلها فإنها تدخل الجنة من أي أبوابها شاءت، وهذا يدل على أن حرمان الزوجة من الجنة مرتبط بطاعتها لزوجها، ولذلك ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما خطب يوم العيد قال: (تصدقن يا معشر النساء فإنكن أكثر حطب جهنم، قالت امرأة: ولم يا رسول الله؟ قال: بكفركن، قلنا: يكفرن بالله؟ قال: وإنما يكفرن العشير).

فالمقصود أنه ينبغي للمرأة أن تكون مطيعةً لزوجها مصغيةً إليه، خاصةً إذا أمرها بطاعة الله ومرضاته والعكس بالعكس، فإنها إذا عصت زوجها في أمرها بطاعة الله تبارك وتعالى فقد خرجت عن هدى الله المستقيم وطريقه القويم وهي آثمة شرعاً، ولذلك قال بعض العلماء: إذا أمر الزوج زوجته بطاعة الله فلم تطع الله ونهاها عن معصية الله فلم تتق الله عز وجل بترك تلك المعصية أثمت من وجهين: الوجه الأول: عصيانها لربها بفعل تلك المعصية.

والوجه الثاني: عصيانها لزوجها بعدم الاستجابة له إذ أمرها بطاعة الله.

فلذلك ينبغي للزوجات أن يتقين الله تبارك وتعالى وأن يبتعدن كل البعد عن معصية الزوج إذا أمر بطاعة الله، ولا خير في امرأة لا تقدر لزوجها إذا أمرها بطاعة الله قدره وتستجيب له، إنها لمن نعم الله تبارك وتعالى على المرأة المسلمة أن توفق بزوج يدعوها إلى طاعة الله ومحبته، والله تعالى أعلم.