للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الغش في الامتحانات الدراسية]

السؤال

أحد الإخوة التزم قريباً، ثم يسأل فيقول: كنت أخذت الكفاءة عن طريق الغش في الامتحان قبل أن ألتزم، والآن أنا في السنة الأولى الثانوية ولا أستطيع أن أواصل دراستي إلا بالغش، فما نصيحتكم لي؟

الجواب

الغش في الامتحان وغيره أمرٌ محرم، وهو داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام في حديث أنس في الصحيح: (من غشنا فليس منا)، وفي رواية: (من غش فليس منا) فهذا النص عام يشمل كل غش سواء كان في الامتحان أو في غيره، وعليه فإن الطالب إذا غش في امتحانه فهو آثم في غشه، وينبغي لك أن تتقي الله عز وجل، ولذلك ما من إنسان ينال الشهادة بهذا الطريق إلا كان محروم التوفيق؛ بل إنه لا يؤمن إذا كان الإنسان أخذ الشهادة بدون حق أن يكون غير مستحق للمرحلة التي وصل إليها.

وجزم بعض العلماء من مشايخنا على أنه: إذا كان الإنسان قد غش وكانت هذه الوظيفة تتوقف على المعلومات الموجودة في الاختبار أن يكون حافظاً لها عالماً بها ولم يكن كذلك ونال شهادته على هذا الوجه؛ فإنه لا يؤمن عليه أن يكون آكلاً للمال الحرام والعياذ بالله؛ لأنه واضع نفسه في غير موضعه، ومدعٍ لما ليس له، فلذلك ينبغي أن يحذر من هذه الخصلة التي تدل على ضعف الإيمان في القلب، وتدل كذلك على عدم صلاح الإنسان وكمال تقواه لله عز وجل، فالمؤمن الصالح أبعد ما يكون عن الغش والكذب والخداع، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في الحديث الذي سبقت الإشارة إليه، ولذلك قال بعض شراح الحديث في قوله: (من غشنا فليس منا) أي: ليس على هدينا ولا على سنتنا، والله تعالى أعلم.