للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شبهة تأخير الدعوة إلى التوحيد والبدء بغيره والرد عليها]

السؤال

ما رأيك فيمن يقول بتأخير الدعوة للتوحيد حتى قيام الخلافة الإسلامية، هل هذا منهج صحيح؟ وما حكم هذا العمل؟

الجواب

أول ما ينبغي أن يدعى إليه توحيد الله، وهذه قضية لا أحسب أنه يكابر أو يجادل فيها، أول ما ينبغي الدعوة إليه توحيد الله، وهذا لا يمكن أن يُشك فيه، وهو الذي من أجله نزلت الكتب، وبُعثت الرسل، ومن أجله كانت السماوات والأرض، ومن أجله كان الحساب والعرض، لا يختلف اثنان بأن توحيد الله هو الأساس، وأصدق وأفضل دعوة، وأفضل كلمة خرجت من فمك كلمة تدعو إلى توحيد الله عز وجل، بل إن الخلافة والولاية المقصود منها إقامة توحيد الله عز وجل، فتوحيد الله هو الأساس، وغيره تبعٌ له، وليس هو تبعاً لغيره، ومن قال ذلك فقد حاد عن صراط الله عز وجل.

وتوحيد الله ينبغي أن يغار عليه كل إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر، ولذلك بين العلماء رحمهم الله أن الدعوة إلى التوحيد فرض على كل أحد، لو رأيت إنساناً مشركاً يعبد الوثن، فلا تقل: لا يدعو إلا العلماء لا، أنت يجب عليك أن تقول له: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً، هذه قضية ليس فيها إشكال، ولا يختلف فيها اثنان أن التوحيد هو الأساس، وأنه تجب الدعوة إليه، وهنا أنبه أنه ينبغي الدعوة إلى التوحيد، وإلى فروع الدين، وليس الأمر مقصوراً على شيء معين، فالإسلام كلٌ لا يتجزأ، فيه العقيدة، والأحكام والصلوات، والخلافة الشرعية، وفيه جميع الأمور التي فيها محبة الله ومرضاته، كما يدعى إلى الأصول يدعى إلى الفروع، وكما تصحح الأصول تصحح الفروع، ويقام الحكم لله، والأمر لله على شريعة ترضيه سبحانه، والله تعالى أعلم.