للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[توجيه للنساء في مسألة تعدد الزوجات]

السؤال

هل من كلمة إلى نساء ملتزمات يضايقن أزواجهن كثيراً عندما يعلمن أن أزواجهن يريدون الزواج عليهن؟ وهل من كلمة للمطلقات اللاتي يرفضن الزواج من متزوج بواحدة أو اثنتين أو ثلاث؟ وهل من كلمة للاتي بلغن في السن عتيا ويرفضن الزواج من متزوج؟

الجواب

أما الرجال إذا أعيتهم الحيلة فعندهم سلاح التعدد، إذا كنَّ ملتزمات يعلمن أمر الله عز وجل فالقضية مفروغ منها، ينبغي على المرأة المؤمنة التي تؤمن بالله، وترضى بحكم الله وشرع الله، وترضى بما أذن الله عز وجل به، وذلك في كتابه المبين وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم الأمين، أن ترضى بحكم الله، وألا تضيق ذرعاً بشرع الله، فإن الله تبارك وتعالى وعظ العباد بقوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:٣٦].

من عصى الله عز وجل ورسوله، وانتهك حدوده، فلم يرضَ بشرعه ودينه، أو استخف بذلك الشرع وبذلك الدين، فإنه قد ضل ضلالاً مبينا بشهادة الله عز وجل في كتابه.

فإياك أختي المسلمة أن تضايقي زوجك في طلب الثانية إذا كان ذلك الطلب بالمعروف، ائذني له ما دام أن الله قد أذن بالتعدد وأباحه، فقد كان لمن هو خير منا ومنكِ -وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين- عدد من الزوجات، فما ضقن بذلك ذرعا، وفيهن القدوة الحسنة، والأسوة الكاملة لكل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر.

ما بال المرأة تمنع زوجها من أن يطلب التعدد فيكثر سواد الأمة، ويوجب خروج الأبناء والبنات الصالحات؟! إن التعدد سبيل لوصل الأرحام، وائتلاف القلوب، ولذلك تجتمع الأنساب، وتجتمع القبائل على تباعدها واختلافها وتنافرها، تجتمع بالأرحام فيتزوج الرجل من هذا، ويتزوج الرجل من هذا فتصبح أرحامه في كل مكان، وتصبح بيوت المسلمين كالبيت الواحد؛ لو مرض الرجل تأوه لمرضه بيوت كثيرة، وذلك من فضائل التعدد.

ولكن نقول كلمة للرجال كما نقولها للنساء: إن التعدد الذي أذن الله به هو التعدد الذي فيه العدل والإنصاف، وليس الذي فيه الظلم والإجحاف والإسراف، فإن العبد المؤمن الذي يخاف الله ويراقب الله في حقوق أهله ويعدل بين قرابته وزوجه يقيم بيوت الزوجية على العدل والإنصاف، لا إجحاف ولا إسراف، هذا هو التعدد الذي أذن الله به، أما إذا كان الذي يعدد أو يرغب في التعدد يريده قضاء للشهوة، وتمتيعاً بالنزوة، ولا يريد أن يكون ذلك على الوجه المعروف، فهو الذي لم يأذن الله به، وهو التعدد الموجب لغضب الله وسخطه، وكما قلنا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: إنه يوجب الشلل للعبد بين يدي الله عز وجل فضيحةً على رءوس الأشهاد.

فمن كان من الرجال يخاف الله في حقوق النساء، ويعدل ويساوي بينهن، ويؤدي حقوقهن كاملة، فله أن يعدد، أما امتناع النساء عن الزواج ممن عدد، فإياكِ أختي المسلمة أن تنطلي عليك تلك الشعارات الزائفة، وتلك الكلمات المسعورة ممن لا يخاف الله ولا يراقبه، فكم من رجل عنده الزوجة والزوجتان والثلاث وهو وفيّ كريم، لو أنك دخلت بيته وعشت في كنفه لذقت الحياة السعيدة التي هي أسعد ما تكون للمرأة.

وكم من رجل لا فراش له ولا زوجة وهو ظالم غاشم، لو تزوجتِه كان سبباً عليك في العذاب في الدنيا والآخرة، فالعبرة كل العبرة بصلاح الزوج؛ إذا أرادت المرأة الخير كله فلتبحث عن دين الرجل واستقامته وخلقه، فإن وجدت ذلك فلترضاه ولو ثانية أو ثالثة أو رابعة، فهي مؤمنة تحب الله وتحب دين الله.

ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبصرنا بالحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم.