للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة الاهتمام بالكلمة الطيبة من الزوج للزوجة]

السؤال

إن الله لا يستحي من الحق، إنني متزوجة من عشر سنوات تقريباً، ولم أسمع كلمة طيبة حنونة من زوجي إلا في أيام زواجنا الأولى فقط، فهل هذا يرضي الله؟ وما هو توجيه فضيلتكم في هذا، لعلمي أن زوجي بإذن الله يخاف الله، وأخاف عليه من عذاب الله؟

الجواب

والله إنه مما يؤلم ويشجي كثيراً أن الواحد منا تجده من ألطف ما يكون مع الناس، ومن أرق ما يكون مع الناس، حتى تجده رقيقاً مع أعدائه، يسبه العدو فيتبسم، ويدعي أنه حليم رحيم، ولكن ما إن يدخل إلى بيت أهله حتى -نسأل الله السلامة والعافية- يكشر عن أنيابه، ويعتريه العبوس، ويؤذي أهله وزوجه أين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله)؟! أين وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرناها وآيات الكتاب التي تلوناها التي تأمرنا بالعشرة بالمعروف؟! لو كنا نؤمن بالله أو نخاف الله لاتقينا الله في الحقوق، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: (هي تصوم وتصلي وتؤذي جارتها قال: هي في النار)، الله أكبر! فإذا كان الإنسان يشح ويبخل بابتسامة يدخلها على زوجه فأعوذ بالله، ونسأل الله السلامة والعافية، اللهم إنا نسألك العافية من سوء الخلق.

ولذلك أرى أحق الناس بحسن الخلق هم أهل الالتزام والهداية، إن الرجل يكون عنده أكثر من زوج لبناته، ولكن ينظر إلى الشاب المهتدي نظرة خاصة، فالله الله أن تعاب الهداية بأسبابنا! أو ينظر إلى الهداية بأسبابنا، لن تكون مهتدياً حقاً حتى تكون المرأة التي عندك أحظى وأوفى امرأة في أرحامك كلهم؛ ويكون أحب أصهار ذلك الرجل إلى قلبه، فإذا بلغ بالواحد منا أن يكون ديناً صالحاً يخاف الله، ولا يبتسم في وجه امرأته فنعوذ بالله، ونسأل الله السلامة والعافية! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، والكلمة الطيبة للمرأة تذهب بها وتأتي، والله إن المرأة قد تؤذيها وتسبها وتشتمها وتهينها، وبمجرد أن تعطيها كلمة رقيقة -سبحان الله- تنقلب رأساً على عقب، فالمرأة ضعيفة تحتاج إلى كلمة رقيقة، وإلى من يجبر كسرها؛ إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقى على المنبر ويقول كما في صحيح البخاري: (والله لا آذن، والله لا آذن، والله لا آذن، إنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها) المرأة ضعيفة تحتاج إلى من يواسي ذلك الضعف، فليكن من شيمتك ووفائك إدخال السرور عليها، فابتسامة تبتسم بها لزوجتك تشتري بها رحمة الله عز وجل.

فلذلك نعوذ بالله من هذا الخلق، وأظن أنه من السداد والتوفيق أن نعيد النظر في معاملاتنا لأهلنا، ووالله إن كثيراً من المشاكل التي تقع في بيوت الزوجية أسبابها تضييع مثل هذه الحقوق، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يسلمنا وإياكم من سوء الخلق إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم.