للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية بر الزوجة لأبويها وزوجها]

السؤال

أرجو التوضيح بالنسبة للزوجة كيف لها أن تبر والديها وزوجها أثابكم الله؟

الجواب

ينبغي على الزوج أن يعين زوجته على بر والديها، وينبغي على الزوجة أن تعين زوجها على بر والديه، وهذا سؤال نحب أن نتكلم عليه بالعموم، فينبغي للزوج أن يتقي الله في زوجته وأن يحملها على البر، والله ما أعنت زوجتك على بر الوالدين إلا بارك الله لك فيها، فإن المرأة إذا كانت بارة بوالديها وجدت أثرها في بيتك، ووجدت أثرها في ولدك، لأن الله سيخرج منها ذرية بارة، فكن أول من يعين الزوجة على بر الوالدين، لا تنتظر الزوجة أن تقول لك يوماً من الأيام: أريد أن أذهب إلى أمي، بل من نفسك؛ لأن أمها لها حق عليها، فتقول للزوجة: هل لك أن تصلي رحمك، هل لك أن تزوري أمك، على فترات تراها أنها فعلاً تحدث البر وأنها تدخل السرور على أم الزوجة، فإذا فعلت ذلك فإن الله يأجرك ويعظم لك الأجر، وهذا من العشرة بالمعروف.

ينبغي للزوج أن يكون حي القلب يستشعر هذه المواطن التي لها آثار حميدة حتى على الزوجة، الزوجة إذا شعرت أن الزوج يجل أمها وأنه يحرص على برها فإن ذلك يكون له أثر كبير حتى في أخطاء الزوج، فإن الزوجة تغفر للزوج خطأً متى ما وجدته معيناً على طاعة الله عز وجل.

الأمر الثاني: بالنسبة للزوجة مع الزوج، كذلك أيضاً فإن بعض الزوجات تكون حجر عثرة دون بر الزوج لوالديه نسأل الله السلامة والعافية، والله لا خير في الزوجات ولا الأبناء والبنات إذا قطعوا عن الآباء والأمهات، من الذي له الحق والفضل بعد الله عز وجل أعظم وأجل من حق الوالدين، يقول الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [النساء:٣٦] {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [الإسراء:٢٣] {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} [العنكبوت:٨] هذه وصية من الله عز وجل أوصاك بوالديك أضعاف أضعاف وصيته لأهلك وزوجك، فأي مكانة للزوجة أمام أم وأمام أب، لا مكانة لها إذا دعتك إلى معصية الله عز وجل أو حقرت من شأن الأم أو أنقصت من مكان الأم، إذا قالت الزوجة أي كلمة تشعر بانتقاص الأم فكفها واردعها وانهها عن ذلك، ولا يكن زواجك وسيلة إلى عقوق والديك فإن حق الأم أعظم من حق الأب، قال: (يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.

قال: ثم من؟ قال: أمك.

قال: ثم من؟ قال: أمك.

قال: ثم من؟ قال: أبوك).

ما قال: زوجتك، ما قال أبناؤك، كله ينسى أمام الأم والأب، فمن حق الزوج على زوجته أن تعينه على بر الوالدين، بعض الزوجات تتدخل في كل صغير وكبير من شأن الأم وتحاول أن تمنع زوجها حتى في بعض الأمور الضرورية لو اشتراها لوالديه جلست تحاسبه وجلست تثبطه، وبئس والله المرأة التي لا تخاف الله ولا تتقي الله في بعلها وزجها، ينبغي للمرأة أن تصون لسانها، وألا تتدخل في بر زوجها لوالديه، فإن أول من يجني الثمرات في البيت هي الزوجة، متى ما كان الزوج باراً بأبيه وأمه فإن الزوجة هي التي تجني الثمرات؛ لأن الله يعينه وييسر أمره ويشرح صدره ويكون آثار ذلك كله على بيته، وقل أن تجد امرأة مكرت بوالدي زوجها إلا مكر الله بها، فإن المرأة إذا جعلت الزوج لئيماً ينسى معروف الوالدين سيأتي يوم من الأيام وينسى معروفها.

فإن الذي نسى معروف أمه التي كان بطنها له وعاء، وثديها له سقاء، وحجرها له حواء، سيأتي يوم من الأيام ينسى امرأة من عرض الناس؛ لأن اللؤم الذي دفعه -والعياذ بالله- إلى المكر بهذا الفضل العظيم سيدفعه إلى المكر بحق الزوجة والأبناء، فلتتق الله الزوجة في حقوق الأباء والأمهات على الأزواج ولتكن معينة له وتقول له: جزاك الله خيراً، وإذا سمعت منه أنه وصل أمه قالت: جزاك الله خيراً، وكيف حالها، وسألت وتملقت حتى ولو تكلفت، كل ذلك من أجل أن تثبت الزوج على طاعة الله، وتعينه على مرضات الله، فالمقصود: أنه ينبغي للزوج والزوجة أن يراقب كل منهما ربه وأن يتقي الله، وأن يعلم أن الله سائله عن معاملة تنتهي بصاحبه إلى خير أو شر.

نسأل الله العظيم أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفقنا في القول والعمل، والله تعالى أعلم.