للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الاقتداء بالحي]

السؤال

هل يجوز أن يقتدى بالحي؟

الجواب

أما الحي فإن كان على صلاح واستقامة فهو قدوة, لأن الله عز وجل أمرنا أن نقتدي بمن أحب, وقال عن عباد الله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:٧٤] قال بعض العلماء: بمعنى أكثر الخير منا حتى يرانا الناس فيقتدون, ما حيت الأمة إلا بالأحياء, من الذي يبث الخير غير العلماء والدعاة الذين إذا نظرت إليهم ذكرك بالله منظرهم, وإذا استمعت إليهم ذكرك بالله مخبرهم, الحي قدوة إذا كان صالحاً في قوله وعمله, ولا حرج على الإنسان أن يقتدي بحي ولكن لا ينبغي الغلو في الصالحين, ولا ينبغي التنطع واعتقاد صلاح إنسان بعينه, بمعنى أنك تزكيه في جوهره, بعض الناس يطعن أخاه ويقطع رقبته, فيقول: فلان من الصالحين, يا فلان أنت من الصالحين فادع لنا, لا يجوز للإنسان أن يزكي على الله جوهر الإنسان، فيقول: فلان من الصالحين، ولكن يقول: أحسبه ولا أزكي على الله أحداً, أرجو أن يكون صالحاً, أرجو أن يكون فيه خير, أرجو أن يكون رجل خيراً, ونحو ذلك من الكلمات التي لا يتحمل مسئوليتها أمام الله عز وجل.

ولذلك إياك أن تزكي أحداً على الله، قال تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:٣٢] ولذلك لا يجوز التبرك بآثار الصالحين, ولا شرب فضلتهم على اعتقاد صلاحهم, ولا التمسح بثيابهم ولا أماكن صلاتهم, ولا عبادتهم لأن ذلك يفضي إلى الشرك -والعياذ بالله- والكفر والخروج من الملة, ومن اعتقد فيهم الاعتقاد الذي يصل إلى الغلو فإنه يكون مشركاً قد حرمت عليه الجنة خالداً في النار مخلداً فيها والعياذ بالله.

فإياك والغلو في الصالحين, تأخذ القدوة ولكن لا تبالغ فيه, فإن الأمور بالخواتيم, كان عمران بن حطان آية في علم الحديث وفي الصلاح, تزوج ابنة عمه وكانت خارجية، فقال: أنصحها حتى تتوب، فأصبح خارجياً والعياذ بالله, ونسأل الله السلامة والعافية، ونسأل الله العظيم بعزته وجلاله إذا رزقنا الصلاح أن يثبتنا عليه, وأن يزيدنا منه إلى لقائه، إنه ولي ذلك والقادر عليه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.