للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإقبال على الله بالتوبة والندم ينجيان العبد من أن يؤخذ بذنبه]

السؤال

إني شاب ضائع منغمس في المعاصي، وأنا والله لم أكن أقصد حضور هذه الجلسة، ولكن شدني صوتك من خارج هذا المخيم, وأخبرك أيها الشيخ أني فعلت المعاصي, وأنا أشهد الله أني تائب لله على يديك، ولكن أرجوك أن تدعو الله لي في هذا الجمع المبارك والله يحفظك؟

الجواب

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتوب علينا وعليك, وأن يتولى إساءتك بالعفو والصفح, وأن يجعلنا وإياكم وإياه من عباده المنيبين.

أخي في الله! أبشر برحمة الله وأحسن ظنك بالله, فما خاب عبد أحسن ظنه في الله, فما ضرته معصيتك ولا نفعته طاعتك, وأبشر بالخطا التي خطوتها إلى هذا المجلس من الذكر, فإن عبداً تاب إلى الله وقد قتل مائة نفس, جاء إلى عالم فقال له: إن قريتك قرية سوء فامض إلى قرية كذا وكذا فإن بها قوماً صالحين, فخرج إلى القرية الصالحة فأدركه الموت في الطريق, فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب, فقالت ملائكة الرحمة: إنه قد جاء تائباً إلى الله, وقالت ملائكة العذاب: إنه قتل مائة نفس آخرها عابد, فأوحى الله إليهم أن يقيسوا ما بين القريتين, وفي رواية: بعث ملكاً إليهم أن قيسوا بين القريتين, وفي رواية: فأوحى الله إلى هذه أن تقاربي أي: قرية الصالحين, كانت بعيدة ولكن قربتها رحمة الله بعباده وحلمه بخلقه, فعزت عند الله تلك الخطوات حتى غفرت دماء مائة نفس من الله جل جلاله, مائة نفس غفرت من خطوات لله جل جلاله، خطوات التوبة العزيزة عند الله جل وعلا, يوم تخطو إلى المسجد تائباً من ذنب بينك وبين الله جل وعلا, يوم أن تخطو إلى حلقة ذكر وأنت منكسر وتحس أنك أحقر الناس بذنبك الذي أصبته, فأبشر برحمة الله.

فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا وعليكم بالتوبة النصوح, وأن يجعلنا وإياكم من عباده المهتدين, والله تعالى أعلم.