للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيفية التعامل مع أبناء يتأخرون عن الجماعة ويحلقون اللحى ويسبلون الثياب]

السؤال

سائلة تقول: لي أولاد، وهم يعاندونني في الذهاب إلى المسجد في الوقت المناسب، ولا يذهبون إلا بعد الإقامة وقد تفوتهم بعض الركعات، الرجاء أن تنصحوني ماذا أفعل وجزاكم الله خير الجزاء؟ كذلك يكون بعضهم مسبلٌ الثوب، وقد أخذتُ تلك الثياب وقصرتها، وذهبوا وفصلوا أخرى، وبعضهم مُصِرٌ على حلق اللحية رغم معرفته بحرمةِ ذلك، الرجاء التوجيه وبيان ذلك بالدليل وفقكم الله.

الجواب

واجبٌ عليها وعلى أبيهم وأقاربهم نصيحتهم عن هذه المعاصي، ومع الأسف أن هذا واقعٌ فيه كثير سمن الناس، كبارٌ وصغار، كهولٌ وشيوخ، فكثير من الناس وقعوا في هذه المعاصي التي منها: أنهم لا يأتون إلى المساجد إلا بعد سماع الإقامة، يجلسون على سهوٍ ولهوٍ، أو على قيلٍ وقال، أو على مشاهدةٍ للأفلام، ونظرٍ للشاشات إلى أن يسمعوا الإقامة، وقد يكون بعضهم غير متوضئ، فيتوضأ بعد الإقامة، ويفوته جزءٌ من الصلاة، ويفوتهم التقدم إلى المسجد، وتفوتهم الراتبة القبلية، ويفوتهم الذكر وقراءة القرآن، ويفوتهم تسبيح الملائكة لهم، (الملائكة تستغفر لأحدكم مادام في مصلاه: اللهم! اغفر له، اللهم! ارحمه)، والأدلة على ذلك كثيرة، فعلى المسلمين أن ينصحوا كل من رأوه يتأخر عن الصلاة، فلا يأتيها إلا وقت الإقامة أو بعدها.

كذلك المعصية الأخرى التي هي الإسبال: الأدلة كثيرة على تحريم الإسبال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) ومثله: الثوب والقميص والسراويل، والإزار إذا جرهُ إلى أن يصل إلى الأرض أو إلى قرب الأرض يعتبر ذنباً كبيراً، وقد ورد في الحديث: (لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء)، وفي الحديث الآخر: (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم ولهم عذابٌ أليم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالكذب)، والأحاديث كثيرة، فانصحوا الذين ترونهم يجرون ثيابهم أو يسبلونها أو يرخونها إلى تحت الكعبين.

كذلك المصيبة الثالثة وهي مصيبة عامة: وهي ما ذكرت أنهم يحلقون لحاهم، وهذه بليةُ هذا الزمان، ابتلي بها الكثير، وادعوا أن هذا لا بأس به، وأنه لا حرج فيه، ونسوا أنهم مخالفون لسنة نبيهم محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ونسوا أيضاً: أن هذا الشعر جعله الله تعالى شعاراً للرجال، وفرقاً بين الرجال وبين النساء، ونسوا أن في حلقه تشبهاً بالنساء، وأن الذين يحلقونه هم الكفار، (ومن تشبه بقومٍ فهو منهم)، والأدلةُ على ذلك كثيرةٌ، فاحرصوا على تنبيه إخوانكم، وعلى تحذيرهم من المنكرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>