للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العدد في حديث الافتراق غير مراد]

السؤال

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث فيما معناه: إن الأمة الإسلامية تنقسم في آخر الزمان إلى خمس وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة، فما المقصود به؟

الجواب

الذي في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)، وهذه الفرق قيل: إنها فرق أمة الدعوة، فعلى هذا فجميع من على وجه الأرض، كلهم داخلون في هذه الفرق، فالنصارى فرقة، والبوذية فرقة، والقاديانية فرقة، والهندوك فرقة، والمجوس فرقة، والقبوريين فرقة، والمعتزلة فرقة، وما أشبه ذلك، فتكون الفرق كثيرة.

وهناك من يقول: إن العدد غير مقصود، وإنما ذكر لأجل بيان الكثرة، ذكرت الثلاث والسبعون لبيان كثرة المنحرفين، ومن أراد أن يقرأ عنها فليقرأ كتاب أبي الحسن الأشعري الذي سماه (مقالات الإسلاميين) فإنه ذكر فيه شيئاً كثيراً من الفرق، وكذلك كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني وكتاب (الفصل) لـ ابن حزم، فإنه ذكر كثيراً من الفرق مما يدل على تشعبها.

وهناك من يقول: إن الفرق الثلاث والسبعين خاص بأمة الإجابة الذين ينتمون إلى الإسلام، وهم مع ذلك قد أضافوا إليها ما ليس منها، فجعلوا الرافضة مثلاً عدة شعب، وجعلوا المرجئة عدة شعب، والجبرية عدة شعب والقدرية والخوارج وأشباه ذلك، وجعلوا أهل السنة شعبة واحدة، والصحيح أن هذا الحديث لا يلزم منه الحصر، بل الفرق والبدع في الأمة كثيرة، والفرقة الناجية هم الذين ذكرهم عليه الصلاة والسلام بقوله: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) وما عدا ذلك فإنهم ضالون أو معرضون للعذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>