للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بدعة التعصب المذهبي وترك الدليل]

السؤال

يقول: هل التعصب المذهبي وعدم الأخذ بالدليل يعد من البدع؟

الجواب

إذا اتضحت السنة خلاف المذهب، ثم إن ذلك المتعصب رد السنة بغير دليل، وأخذ ينصر مذهبه وجعل يقول: كل ما خالف مذهبنا أو إمامنا فإنه يجب رده ولو قاله من قاله، لا شك أن هذا من البدع الشنيعة، أما الأئمة رحمهم الله فكانوا يقولون بوجوب تقديم السنة على أقوالهم.

فهذا الشافعي رحمه الله ثبت عنه أنه لما سئل عن مسألة فقال: (أفتى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، فقال السائل: فما تقول أنت؟ فغضب أشد الغضب، وقال للسائل: أتراني في بيعة؟! أتراني في كنيسة؟! أترى على وسطي زناراً، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: ما تقول أنت؟) أي: هل تظن أني أذكر فتوى النبي عليه السلام وأخالفها.

وأبو حنيفة الذي يتعصب له أهل مذهبه ثبت عنه أنه قال: (إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن الصحابة فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن التابعين فنحن رجال وهم رجال)، وذلك لأنه من جملة التابعين، فهو يقدم قول الرسول وقول الصحابة على قوله، وكذلك يقول: (إذا خالف قولي قول الرسول فاضربوا بقولي الحائط أو الجدار، وإذا خالف قولي قول الصحابة فاضربوا بقولي الحائط) فهذه مقالاتهم، فماذا يقول من يتعصب لهم من أتباعهم؟! وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>