للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترويج دعاة حقوق المرأة لاعتبار زواج المتعة بديلاً شرعياً لتعدد الزوجات

إن دعاة حقوق المرأة الذين يطالبون بمنع التعدد هم أنفسهم الذين يباركون اتخاذ الخليلات والعشيقات، أي: يمنعون الرجل من التعدد في الحلال ويبيحون المرأة له في الحرام، وقد ذكر أن أحد الدعاة إلى مثل ذلك -وقد أهلكه الله عز وجل في ليلةٍ مباركة- كان يرد على علماء الأزهر في زواج المتعة، ويقول: أليس الأزهر سنة كذا وستين قال: إن الشيعة مذهب إسلامي معتبر؟ فالشيعة يقولون بزواج المتعة، لماذا لا تبيحون زواج المتعة للشباب الضائع الذي لا يعرف كيف يتزوج؟ وصفة زواج المتعة: أن يتزوج الرجل لوقتٍ معلوم، وبمهرٍ معلوم، كأن المرأة تستأجر، كما روى الصحابي الجليل ابن سبرة الذي هو راوي حديث تحريم نكاح المتعة إلى يوم القيامة، قال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لنا: (استمتعوا بهذه النساء فأحلت المتعة للصحابة ثلاثة أيام ثم حرمت إلى أبد الآبد).

يقول: (خرجت أنا وصاحبٌ لي، وكل رجل عليه شملة -أي: عباءة- فذهبوا إلى امرأة يعرضون أنفسهم عليها -أي: تقضي معنا شهرين وتأخذ هذه العباءة- قال: فاستملحت صاحبي -كانت عباءته جديدة، أو كان به مميزات أخرى؛ فاختارته- وما هي إلا ثلاثة أيام إلا ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريمها).

زواج المتعة فيه إهانة للنساء، كأنهن مستأجرات؛ فلذلك حرمت.

فهو يقول: طالما أن الشيعة مذهب معتبر، والآن الشباب غير قادرين على دفع المهر، لا عشرة آلاف، ولا حتى خمسة آلاف، فالذي معه مائة جنية لماذا لا يتزوج شهراً؟ ويظل يتكلم، ويصف العلماء المعارضين لهذه المسألة بأنهم حمير، وهذا كان ينشر في صحيفة الأحرار منذ ثلاث سنين، بدعوى حرية الرأي.

فنقول: نحن نقترح اقتراحاً أحسن من هذا إلا أنه حلال: الآن الشباب يفتتنون من العهر والعري الموجود في الشارع، فهلا قلت: أيتها النساء! ادخلن مساكنكن، وتسترن، وهلا قلت لأولياء الأمور: خففوا على الشباب: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

لا هو يعتبر تحجب المرأة نوعاً من التخلف، ولا يجوز أن تفرط المرأة في مكاسبها، وهذا يعتبر مكسباً عظيماً أخذته المرأة.

هل تعلمون سبب تسمية ميدان التحرير بهذا الاسم؟ كان اسمه ميدان الإسماعيلية قبل هذا، وسمي ميدان التحرير لأن صفية زغلول لما خرجت مع من خرج للتظاهر ضد الإنجيلز، فراحوا عند معسكرات الإنجليز يحتجون ويهتفون ضد الإنجليز: يسقط الإنجليز، يسقط الإنجليز وإذا بها ومن معها من النسوة يخلعن الحجاب ويشعلن فيه النار.

فما هي المناسبة والرابط في الموضوع بين الأمرين؟ حتى أن التمثيلية ليست محبوكة، يعني: كون المرأة تخلع الحجاب نكاية بالإنجليز! فهل الإنجليز هم الذين فرضوا الحجاب أصلاً؟ وسمي ذلك الميدان بميدان التحرير من أجل تحرير المرأة من دين الله عز وجل، ومن أوامر الله تبارك وتعالى.

وبدأت المرأة تسير نحو الهاوية شيئاً فشيئاً، وكل هذا بدعوى تحرير المرأة والحفاظ على مكاسبها.

عندما تقول للمرأة: تحجبي.

فالله تبارك وتعالى أمر النساء بالحجاب، وأمرهن بالقرار في البيت، فلا تخرج المرأة من البيت إلا لضرورة أو لحاجةٍ ملحة، أما أن تخرج المرأة فيفتتن بها الشباب حتى يقعوا في الزنا، وبعد ذلك تقول: نبيح زواج المتعة! ظلمات بعضها فوق بعض، عصوا الله في أول الأمر، ويريدونا أن نعصي الله أيضاً بجبر هذا العصيان الأول كيف يكون ذلك؟!!