للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحذر من زخرف المعصية]

كون أبواب الحرام في السور يعني أنها قريبة المنال.

ولأجل هذا ينادي الداعي من فوق: (يا أيها الإنسان! لا تفتح الباب؛ فإنك إن فتحته ولجته).

إذا فتحت الباب فستدخل فيه مباشرةً.

لكن: هل يمكن أن يفتح الباب وينظر ويرجع؟ نقول: لا ينجو من هذا إلا الأفذاذ الأفراد؛ لأن الحرام له بريق يخطف الأبصار، كل شيء من الحرام تجده جميلاً جداً، تستلذ به، حتى القط حين يخطف اللحمة ويهرب، فإنه يقعد يقلبها ويأكلها مستمتعاً بها، يخطفها ويهرب أولاً، ثم يقعد يقلبها، ويحس أنها ظفر.

فكل حرام له بريق فلذلك: لو فتحت الباب فربما كان قلبك ضعيفاً فتدخل مباشرة، إياك أن تفتح الباب، حاول ألا تفتح الباب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حفت الجنة بالمكاره، والنار بالشهوات)، كل شيء يوصلك إلى المهلكة تجده جميلاً.

مثل: موبيليا دمياط يأتون بخشب أبيض وينحتونه، ويجعلون له قشرة جميلة رائعة، بعد شهرين تجد أن الكرسي يعوج؛ لأن أصل الخشب كان -وهو طري- مليئاً بالماء، فلما يبس الخشب اعوج، غرفة النوم -الدولاب- تجده ذا قشرة جميلة، الغرفة بخمسة آلاف، وبعد حين ترى أن الدولاب بعيد عن الحائط قليلاً، فأنت تحب أن تزحزحه قليلاً أنت وامرأتك، فتجده قد اعوج فتبحث عن سبب ذلك فتجد أن الدولاب عبارة عن الخشب الذي يصنعون منه صناديق الطلاء، خشب خفيف عبارة عن ورقة صغيرة جداً، وشكله جميل.

الحرام مثل هذا بالضبط، جميل، رائع، تنظر إليه يعجبك، ولذلك لا نأمن عليك إذا فتحت الباب، فربما تدخل، والحل: ألا تفتح الباب، إنك إن تفتحه تلجه، إن تفتح الباب تلجه مباشرة، ولاسيما لأن هناك شياطين، عامل مساعد يعينك على الدخول (إنك إن تفتحه تلجه).