للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[من أحكام الهجر]

السؤال

هناك أخوان شقيقان وهما من طلبة العلم، وبينهما شحناء بسبب المال، وقطيعة الرحم متسمرة بينهما بحيث لا يرى أحدهما الآخر، ولا يزوره ولا يقابله ولا يسلم عليه، أي أن الأول يهجر الثاني، والثاني أيضاً يهجر الأول، وهما على هذا منذ عام ونصف.

أرجو أن تقدم نصيحة لهذين الأخوين.

الجواب

النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا يحل لرجلٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام).

قال العلماء: لا يحل ذلك إذا كانت الخصومة للدنيا، أما إذا كانت للدين فيجوز أن تستمر ولو سنين، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه خمسين ليلة، فإذا كان الهجر من أجل الدين، كأن يكون الرجل مبتدعاً أو فاسقاً أو مرتكباً للمعاصي، فيجب عليك أن تعظه وأن تأخذ بيده، حتى إذا بان لك أنه لا يرجع إلا بالهجر، هجرته ولو امتد ذلك لأشهر، ولو امتد ذلك لسنوات.

لكن إذا كان الهجر بسبب المال -كما يقول الكاتب في هذه الورقة- فإن ذلك لا يجوز.

أخوك -أيها الأخ الكريم- أغلى من المال، ولو أنت فضلت المال على أخيك فأنت بعته برخص، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، ويؤسفني أن يكونا من طلاب العلم، هذا ليس من خلق طالب العلم، إن النبي صلى الله عليه وسلم اقتص من نفسه، وقال: (من كان له مظلمة فليقتص).

أيها الأخ الكريم: كن خير الرجلين كما يقول صلى الله عليه وسلم: (يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

أسأل الله عز وجل أن يقوي بينكما ما وهى من روابط الإيمان اللهم آمين.