للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موسى عليه السلام واعتذاره عن الشفاعة بسبب ذنبه]

فلما ذهبوا إلى موسى عليه السلام وهو كليم الله، ومن أكثر الأنبياء ذكراً في القرآن؛ لأنه أرسل إلى جبار عنيد، ألا ترى أن موسى عليه السلام له حظ من الذكر في غير ما سورة من القرآن؟ ومع ذلك لم تأت سورة باسم موسى، كما سميت بعض السور باسم هود، ويونس -مثلاً- أو مريم.

أرسل الله موسى إلى فرعون ذلك الجبار الطاغية، ونافحه كثيراً جداً كما تعلمون من قصته، فقال لأولئك الذين أتوا إليه ليشفع لهم عند الله في فصل القضاء: (إني قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها) كما ورد في سورة القصص، وهي: أن موسى عليه السلام رأى رجلاً من قومه يقاتل قبطياً، فوكزه موسى فقضى عليه، فهذا هو الذي عناه موسى، مع أن الله عز وجل غفر له حيث قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ} [القصص:١٦] وقال: (إن الله غضب اليوم غضباً لم يغضبه قط -فخاف أن يعاقب بهذا الذنب، فقال لهم-: (اذهبوا إلى عيسى).