للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من هديه صلى الله عليه وسلم في الوفاء وترك الغدر]

الوفاء من شيمة الأنبياء، كما روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس، في الحديث الطويل لما حدثت مناظرة بين هرقل وأبي سفيان في أمر النبي عليه الصلاة والسلام، (فقال هرقل لـ أبي سفيان: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال له: لا.

قال: فهل يغدر؟ قال له: لا.

قال: فبم يأمركم؟ قال: يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة).

سبحان الله! أفمثل هذا يقاتل، إنهم -أي: العرب- فعلوا مثل ما قال قوم لوط: {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ} [النمل:٥٦] لماذا؟ ما ذنبهم؟ {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل:٥٦] (فقال لـ أبي سفيان: ما كان ليذر الكذب على الناس ثم يكذب على الله -ولما جاء على الغدر- قال: وكذلك الأنبياء والرسل لا يغدرون).

وفي كتاب الشهادات طرف من هذا الحديث عند البخاري أيضاً: قال هرقل لما قال له أبو سفيان: (إنه يأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي) أي: أنه لا يفعل مثل هذا إلا نبي.