للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف الشيعة من جبريل عليه السلام]

ما موقف هذه الفرق الشيعية من الملائكة؟ لهم موقف خطير من ملائكة الرحمن، فهم يتهمون جبريل عليه الصلاة والسلام أنه قد خان؛ لأنه نزل بالرسالة على محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الأصل أنها كانت لـ علي، والتمست فرقة منهم له المعاذير، وقالت: إن جبريل معذور، وهذه الفرقة الأخيرة التي التمست لجبريل المعاذير سميت الغرابية، لماذا سميت الغرابية؟ لأنهم قالوا: إن محمداً كان أشبه بـ علي من الغراب بالغراب، فلذلك أخطأ جبريل وهو معذور، ولعنته سائر فرق الشيعة! وخفي على هؤلاء العميان -عميان البصر والبصيرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الرسالة عليه كان ابن أربعين سنة، وعلي صبي صغير رضي الله عنه، ورسول الله صلى عليه وسلم كان أبيض، وكان إلى الطول أقرب منه إلى القصر، أما علي بن أبي طالب فكان إلى القصر أقرب منه إلى الطول، ورسول الله كان له شعر، وعلي كان أصلع، ولم يكن له إلا شعرات في آخر رأسه رضي الله عنه، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن أبجراً، وعلي بن أبي طالب كان أبجراً رضي الله عنه، أي: له كرش كما يسميه الناس، هذه صفات علي، فهل يخفى على جبريل الأمين صلى الله عليه وسلم حتى يخطئ في النزول؟ ثم هل يقره ربه على هذا الخطأ؟ الله سبحانه وصفه بالأمين كما قال عز وجل: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:١٩٣ - ١٩٥]، فالفرقة الغرابية جاءوا يوجهون هذا القول فوقعوا في كفر آخر! فلم يلعنوا جبريل؛ لأنه أخطأ، والخطأ مرفوع ما دام الشخص مجتهداً، ووقعوا في كفر آخر وهو تكذيب آيات الله سبحانه وتعالى، فهذا موقفهم من الملائكة.