للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (مالك يوم الدين)]

قال تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٤]: في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٤] قراءتان مشهورتان: إحداهما: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٣]، بدون ألف.

والأخرى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٤].

ومن ناحية الشواهد العامة فـ: (ملك يوم الدين) تشهد لها: {مَلِكِ النَّاسِ} [الناس:٢]، و {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٤] تشهد لها: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} [آل عمران:٢٦]، فالقراءتان صحيحتان.

أما {يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٤] فهو يوم الجزاء والحساب، فإن سأل سائل: كيف والله سبحانه وتعالى مالك الدنيا ومالك الآخرة، هو المالك الآن والمالك بالأمس والمالك في الغد، وهو مالك على الدوام وملك على الدوام، فكيف قيل: ملك يوم الدين؟ أجاب فريق من أهل العلم على ذلك بما حاصله: أن الدنيا قد ينازع منازع ويدعي لنفسه الملك، كهذا العتل الجبار الذي قال: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة:٢٥٨]، أو كالآخر الذي قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:٢٤]، وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:٣٨]، لكن كل هذا ينتهي يوم القيامة، ويقول الله سبحانه وتعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:١٦]، فلا منازع آنذاك ينازع، والله سبحانه وتعالى أعلم.

قال تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٤ - ٥]، كما تقدم أن العبد إذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٤] قال الله: مجدني عبدي.