للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تشكيك اليهود في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته]

ثم شككوا في النبي وفي دعوته ونبوته يوم أن تحول النبي صلى الله عليه وسلم من استقبال بيت المقدس إلى استقبال بيت الله الحرام، فأثار اليهود -كشأنهم في كل زمان ومكان- شبهات خطيرة؛ لتحويل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، فقال اليهود: لماذا تحول محمد من قبلته الأولى إلى بيت الله الحرام؟! لو كانت القبلة الأولى حقاً ثم تحول عنها محمد فقد تحول من الحق إلى الباطل! ولو كانت القبلة الأولى باطلة فإن صلاتكم في السنوات الماضية إلى هذه القبلة الباطلة باطلة! ولو كان محمد نبياً حقاً ما ترك قبلة الأنبياء من قبله وما فعل اليوم شيئاً وخالفه غداً! فنزل قول الله جل وعلا: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:١٤٢ - ١٤٣]، والإيمان في هذه الآية هو الصلاة، أي: وما كان الله ليضيع صلاتكم إلى القبلة الأولى، {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة:١٤٣ - ١٤٤].