للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إعذار الله لخلقه]

القاعدة الثالثة: إعذار الله لخلقه.

من قواعد العدل التي سيحاسب الله بها عباده يوم القيامة: إعذار الله لخلقه، فالله جل وعلا هو الحكم العدل، هو اللطيف العليم الخبير، وهو الذي يعلم ما علم العباد من يوم أن خلقهم إلى يوم أن قبضهم، ومع ذلك فمن عظيم عدله وعظيم فضله أنه يعرض أعمال العباد عليهم يوم القيامة، حتى لا يكون لأحد عذر بين يديه جل وعلا.

قال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران:٣٠] وقال سبحانه: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير:١٤] وقال جل وتعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} [الانفطار:٥] فالله يقيم الحجة على خلقه في الدنيا، بل ويبين لهم ويعرض عليهم أعمالهم في الآخرة، حتى لا يكون لأحد عذر بين يديه سبحانه وتعالى!