للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعاء والتضرع إلى الله]

وأخيراً أيها الأحبة! لا تنسوا سهام الليل واعلموا يقيناً أن التوكل الحقيقي هو الأخذ بالأسباب وتعلق القلوب بمسبب الأسباب جل وعلا، فابذل ما استطعت وما تمكنت من أسباب، لكن لا تنسى سهام الليل، لا تنسى الدعاء، وأنا سأسألكم بالله سؤالاً: عشرات الآلاف بين يدي الآن من المسلمين هل كلنا يخص الأمة بدعوة في كل سجدة في صلاته؟! هل هذا الجمع بين يدي الآن يخص الأمة بدعوة في كل سجدة؟! هل تنسى نفسك؟! لا، لكنك نسيت أمتك، ونسيت إسلامك.

إن قلة قليلة فحسب من الأمة ممن يحملون هم الأمة في قلوبهم، وهم الذين يتذللون ويتضرعون إلى الله في كل سجدة أن يرفع الله الذل والهم عن أمة الحبيب المصطفى.

فلا تستهن بالدعاء ولا تيأس أبداً من روح الله، ووالله الذي لا إله غيره إن الله لقادر أن يقول للشيء (كن) فيكون.

لو رأى الله منا الضعف، وإننا لم نعد نملك شيئاً نقدمه وأننا بذلنا كل ما في وسعنا لرأينا أمراً آخر، لكن لا زال كل مسلم يستطيع أن يقدم المزيد والمزيد، ولكنه التكاسل، والسلبية التي أسأل الله أن يرفعها عن أمتنا.

وأخيراً أيها الأحبة! أذكر بقول الله جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال:٣٦]، وأذكر بقول الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى كما في صحيح مسلم من حديث نافع بن عتبة: (أنه صلى الله عليه وسلم قال: -تدبر كلام النبي الصادق- تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون بلاد فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله)، والجولة القادمة بنص حديث نبوي هي غزو الروم، ذلك وعد لا يكذب، والله جل وعلا يهيئ الكون كله الآن لهذه المرحلة، بل ووالله إنها لقريبة وعلى الأبواب، يهيئ الله الأرض الآن للمهدي عليه السلام الذي سيقود الأمة كلها تحت ظلال الخلافة الراشدة، لتغزوا الأمة الروم، ولتفتح الأمة القسطنطينية بالتكبير لله الكبير جل وعلا، مصداقاً لقول البشير النذير الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.

وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها)، أسأل الله جل وعلا أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام، وعز الموحدين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم مكن لدينك يا رب العالمين! اللهم عليك باليهود والأمريكان! اللهم عليك باليهود والأمريكان! اللهم عليك بكل من ناصب المسلمين والإسلام العداء يا رحيم يا رحمان! ربنا إننا مغلوبون فانتصر، ربنا إننا مغلوبون فانتصر، ربنا إننا مغلوبون فانتصر! اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، وضعف الموحدين! اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، واستر عيبنا، وفك أسرنا، واختم بالصالحات أعمالنا! اللهم تول خلاصنا، اللهم مكن لأمة نبيك المصطفى! اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين! اللهم إنا نسألك أن تجعل بلدنا مصر واحة للأمن والأمان، وجميع بلاد المسلمين! اللهم ارفع عن مصر الغلاء والوباء والبلاء، وجميع بلاد المسلمين! اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وجميع بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً بيننا إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً لنا إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا تائباً إلا زدته وثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا معنا شقياً ولا محروماً! اللهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى! اللهم اقبلنا وتقبل منا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم! عباد الله! هذا وما كان من توفيق فمن الله، ومن كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، ولا أنسى أن أذكر إخواني في هذا الجمع الكريم المبارك أن لا ينصرف أحد إلا وقد ساهم بما يستطيع لهذا المركز الإسلامي العامر، وأسأل الله أن يسدد ويوفق إخواننا القائمين عليه لما يحبه ويرضاه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.