للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سكرات الموت]

أيها الحبيب الكريم! تذكر هذه الحقيقة ولا تتغافل عنها؛ إذ إن النبي قد أمرنا أن نكثر من ذكرها، كما في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي والبيهقي والحاكم وغيرهم من حديث ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكثروا ذكر هادم اللذات الموت).

إنها الحقيقة التي سماها الله في قرآنه بالحق فقال جل وعلا: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق:١٩ - ٢١].

لا إله إلا الله! إن للموت سكرات، هل علمت أن هذه الكلمات قالها حبيب رب الأرض والسموات وهو يحتضر على فراش الموت، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي وذاقتني، وكان بين يديه ركوة بها ماء، فكان يمد يده في داخل الماء ويمسح وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات).

هكذا يقول حبيب رب الأرض والسماوات، قال عز وجل: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق:١٩]، فالمصطفى يذوق سكرة الموت ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت سكرات).

وفي رواية الترمذي كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: (إن للموت غمرات، وإن للموت سكرات!) وفي رواية: (كان صلى الله عليه وسلم يدعو الله ويقول: اللهم أعني على سكرات الموت).