للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نساء أهل الجنة]

أما نساء أهل الجنة فوصفهن لا يقوى عليه بليغ، ولا يملكه أديب، فتعال معي لنسمع وصف خالق نساء الجنة.

زوجتك التي معك الآن في الدنيا إن كانت من الصالحين ومن أهل الجنان فهي زوجتك كذلك في جنة الرحيم الرحمن، بعدما يهيئها ربها ويعدها إعداداً جديداً يليق بكمال الجنة وجمالها وحسنها، وسترى امرأتك في الجنة في ريعان الشباب، حتى ولو ماتت بعد المائة ستراها في الجنة في ريعان الشباب في الثلاثين من عمرها في غاية الحسن والجمال والجلال؛ لأن الكبير المتعال سينشئها لك إنشاءً جديداً يليق بحسن الجنة وجمالها.

والمرأة في الجنة عروب، والعروب في لغة العرب: هي المرأة التي لا تحسن أبداً إلا أن تقول لزوجها كلاماً رقيقاً جميلاً، ولا تستطيع أن تقول كلمة سيئة.

ونساء الجنة أتراب، أي: في سن واحدة، وهن لأصحاب اليمين.

ومع نساء الدنيا يمن ربنا جل وعلا على أهل الجنة بالحور العين، والحور: جمع حوراء، والحوراء هي: المرأة الشابة الحسناء الجميلة شديدة سواد العين، والحور خلق ليس من جنس خلق بنات آدم وبنات حواء، بل إن الحور خلق يهيئه الملك الغفور لأهل الجنة، ولا يعلم حسنه إلا الله، يقول ربنا جل وعلا في وصف الحور في أواخر سورة الرحمن: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن:٧٠]، (خيرات) أي: لا يظهر منهن الشر أبداً، (حسان) أي: جميلات، {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:٧٠ - ٧٨].

تبارك الله أحسن الخالقين! ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في وصف الحور -والحديث في صحيح البخاري - (لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على الدنيا لأضاءت ما بين السماء والأرض، ولنصيفها -أي: خمارها- على رأسها خير من الدنيا وما فيها).

وفي رواية أحمد وأبي يعلى بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ينظر أحدهم وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن اللؤلؤة الواحدة على رأسها لتضيء ما بين السماء والأرض).

وفي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن للمؤمن في الجنة خيمة طولها ستون ميلاً في السماء، له فيها أهلون يطوف عليهن لا يرى بعضهم بعضاً).

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لكل واحد منهم زوجتان -أي: من الحور- يرى مخ سوقهما من وراء الثياب من شدة حسنهن وجمالهن، قلوبهن كقلب واحد؛ لا تباغض بينهن ولا تحاسد، يسبحن الله بكرة وعشياً).

إنه وصف عجيب! ومن أعجب ما قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الحور يستقبلن أزواجهن من أهل الجنة بالغناء بأحسن الأصوات؛ ما سمع أحد صوتاً أحسن منه قط)، ففي الحديث الذي رواه الطبراني من حديث ابن عمر، وصحح الحديث الألباني في صحيح الجامع، قال: (وإن مما يتغنين به -أي: الحور- لأزواجهن في الجنة أن يقلن: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا نظعنه، نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان).

هذا بعض وصف النساء في الجنة.