للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستعانة بالله جل وعلا]

إن من أعظم الأسباب التي تعينك على المداومة على العمل الصالح: أن تستعين بالملك جل وعلا، فإن من أعانه الله فهو المعان، ومن خذله الله فهو المخذول، فاطلب العون من الله أن يسددك وأن يؤيدك ويوفقك للعمل الصالح الذي يرضيه؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لـ معاذ رضي الله عنه، حينما أمسكه بيده وقال: (يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: والله إني لأحبك).

قسم ورب الكعبة يجف أمامه الحلق ويخشع أمامه الفؤاد، لو أقسم معاذ أنه يحب رسول الله لكان الأمر عادياً، ولكن الذي يقسم بالله على حب معاذ هو الصادق المصدوق: (يا معاذ! والله إني لأحبك) فيقول معاذ بن جبل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! فوالله إني لأحبك، فيقول الحبيب المصطفى: (فلا تدعن أن تقول في دبر -أي: بعد- كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).

فاطلب العون من الله، وقل له: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واطرح قلبك -أيها الحبيب- بين يدي الله، واعترف له بفقرك وضعفك وعجزك وتقصيرك، وقل: يا رب! لو تخليت عني بفضلك ورحمتك طرفة عين لهلكت وضللت، لا حول لي ولا قوة لي إلا بحولك وقوتك وصولك ومددك.

عبد الله! من أعانه الله فهو المعان، ومن خذله الله فهو المخذول، فاطلب من الله أن يعينك على العمل الصالح الذي يرضيه.